responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 388

قيام الأوصاف المحمودة به، وإذا كان العبد لا يخلو عن أحد هذين القسمين، فمن المعلوم أنه إذا لم يكن أحد القسمين كان القسم الآخر لا محالة؛ فمن فنى عن أوصافه المذمومة ظهرت عليه الصفات المحمودة، ومن غلبت عليه الخصال المذمومة استترت عنه الصفات المحمودة)([435])

وذكر آخر الفرق بين العارف الذي هو الباقي، والفاني، فقال: (الفرق بين العارف والفاني أن العارف يثبت الأشياء بالله، والفاني لا يثبت شيئاً سوى الله.. والعارف يقرر القدرة والحكمة، والفاني لا يرى إلا القدرة.. والعارف يرى الحق في الخلق كقول بعضهم: ما رأيت شيئاً إلا رأيت الله فيه، والفاني لا يرى إلا الحق يقول: ما رأيت شيئاً إلا رأيت الله قبله.. والعارف في مقام البقاء، والفاني مجذوب في مقام الفناء.. والفاني سائر، والعارف واصل)([436])

وبناء على هذا عرف بعضهم الفناء، فقال: (الفناء: هو أن تبدو العظمة، والإجلال على العبد فتنسيه الدنيا والآخرة والأحوال والدرجات والمقامات والأذكار، يفنيه عن كل شيء وعن عقله وعن نفسه وفنائه عن الأشياء وعن فنائه عن الفناء، لأنه يغرق في التعظيم)([437])

وقال آخر: (الفناء أن تتجلى للسالك عظمة الذات، فتفنيه عن رؤية الأشياء ومن جملتها نفسه فيصير عين العين ويغرق في بحر الأحدية، وقد يطلق الفناء على الفناء في الأفعال، فلا يرى فاعلا إلا الله، وعلى الفناء في الصفات فلا قدير ولا سميع ولا بصير إلا


[435] الرسالة القشيرية، ص 61.

[436] إيقاظ الهمم في شرح الحكم، ج 2 ص 236.

[437] معراج التشوف إلى حقائق التصوف، ص 30، 31.

اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 388
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست