responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 331

 

الاصطفا والاجتبا

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن الاصطفاء والاجتباء وأسرارهما، وعلاقتهما بالعدالة والرحمة الإلهية، وعلاقتهما بعد ذلك بالنفس المطمئنة ورضاها.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن الحكمة الإلهية المستندة إلى علم الله تعالى وخبرته بخلقه اقتضت ألا يكون الخلق جميعا على هيئة واحدة، وفي مرتبة واحدة، لأن ذلك يحول بينهم وبين الرحمة الخاصة بتقريبهم وتربيتهم وتهذيبهم ليصلحوا للترقي في المراتب المهيئة لهم.

ولذلك حصل الاصطفاء لبعضهم، ليؤدوا وظائف خاصة، لا ترتبط بهم فقط، وإنما ترتبط بكل من له علاقة بتلك الوظائف التي وُكلت لهم.

وأول ما يستند إليه ذلك الاصطفاء علم الله تعالى وخبرته بخلقه، كما قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ الله وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [القصص: 68]، وقد عقب عليها بقوله: ﴿وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ [القصص: 69]، وذلك يعني أن علم الله تعالى بما في الصدور والطبائع هو الذي على أساسه يكون الاختبار.

ومثل ذلك قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ الله الله أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾ [الأنعام: 124]؛ فالله تعالى يخبر أن علمه بخلقه هو الذي وفر ذلك الاصطفاء لمن يستحقونه.

ويشير إلى ذلك ما ورد في الحديث القدسي: (إن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا بالغنى ولو أفقرته لكفر، وإن

اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 331
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست