responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 314

التکلیف و الجزا

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن سر ارتباط الجزاء بالتكليف، ولم لم يجاز الله عباده مباشرة من خلال علمه الأزلي بهم، وعن علاقة ذلك بالنفس المطمئنة وسر رضاها.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن كل المعارف المرتبطة بالكون والحياة والإنسان ترجع لمعرفة أسماء الله الحسنى، ذلك أن قوانين الكون ونظامه وسننه ونواميسه كلها تستند إليها.. مثلما تستند الصناعات البشرية لمجموعة من الخبراء، ولا يمكن معرفة سر الصنعة بجميع تفاصيلها إلا للعودة إليهم جميعا.

وبما أن التكليف والجزاء والقوانين المرتبطة بهما من سنن الكون وقوانينه؛ فإنهما يستندان إلى مجموعة من أسماء الله الحسنى، ولا يمكن أن يفقه أحد أسرارهما، قبل أن يعرف تلك الأسماء.

ذلك أن الجزاء ليس مقصودا لذاته، ومثله التكليف؛ فكلاهما وسيلة لغايات أخرى أشرف وأكرم، ولا يمكن الوصول لتلك الغايات من دونهما.

وإن شئت ـ أيها المريد الصادق ـ أن تختصر لنفسك طريق معرفة تلك الأسماء؛ فاقرأ سورة الفاتحة، وتمعن في معانيها؛ فستهتدي لكل القوانين المرتبطة بالتكليف والجزاء.

فهذه السورة الكريمة التي هي أم القرآن تبدأ ببيان أن كل هذا الكون بما فيه من مخلوقات بدئ باسم من أسماء الله الحسنى، وهو اسم [الرحمن]، وهو يعني أن كل ما في الكون من البداية إلى النهاية منطلق ومنطبق مع هذا الاسم.

وبناء على هذا نرى القرآن الكريم يقرن دار الجزاء باسمه الرحمن، كما في قوله تعالى:

اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 314
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست