responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 295

 

الخلق والامر

 

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن الخلق والأمر اللذين ورد ذكرهما في قوله تعالى: ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ الله رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأعراف: 54]، وقوله في حقيقة الروح: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ﴾ [الإسراء: 85]، وما ورد من تأييد الله تعالى لأنبيائه وأوليائه بروح القدس.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن في كل المخلوقات التي تراها جانبين: جانب مادي محسوس ملموس تتوفر فيه كل خصائص الأجسام والمواد.. وجانب غير مرئي ولا محسوس ولا ملموس، ولا يمكن تقييده بالقيود، ولا حده بالحدود.

أما الجانب الأول؛ فهو الذي يطلق عليه عالم الخلق، وأما الثاني فهو من عالم الأمر.. وكلاهما يمكن أن يطلق عليه خلقا، باعتبار الله تعالى هو الخالق لكل شيء.

وذلك مثل الأجهزة الكثيرة التي نستعملها، والتي تتكون من مكونات مادية محسوسة وملموسة، وتتكون في نفس الوقت من برامج ونظم تتيح لها أداء الوظائف التي كلفت بها، والتي يمكن اعتبارها ـ مجازا ـ أرواحا لها.

ونحن في العادة لا نركز اهتمامنا بالماديات المرتبطة بالأجهزة، بقدر اهتمامنا بالنظم والبرامج والأعمال التي يمكن أن تؤديها، فبقدر الأدوار المتاحة للأجهزة، وبقدر الأوامر التي يمكنها تنفيذها، يكون اهتمامنا بها.

وهكذا عالم الخلق والأمر.. فالعبرة في المخلوقات ليس بضخامة حجمها، ولا بكثافتها أو كتلتها أو لمعانها وبريقها أو ألوانها الزاهية الباهية، وإنما بما تختزنه من قدرات تتيح لها أداء الوظائف المختلفة.

اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 295
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست