responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 284

 

السلام والمصراع

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن الصراع الذي نراه بين الكائنات المختلفة، وهل هو أصل من أصول الكون، أم أنه طارئ عليه، وعن علاقة ذلك بالنفس المطمئنة ورضاها.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن الكون في ذاته باعتباره ذا مصدر واحد، وهو الله تعالى الذي خلقه وبرأه وصوره وأبدعه وبث فيه كل شيء، لا محل فيه للصراع، ولا لمقتضياته، بل هو مملوء بالسلام، وكيف لا يكون كذلك ومن أسماء خالقه السلام المؤمن الحافظ، وكلها أسماء تنبئ عن كون السلام هو أصل الكون، وهو نهايته؟

ولذلك؛ فإن أول علامات النفس المطمئنة، هو كونها نفسا مسالمة، لا بسبب المنازل التي نزلتها، ولا الأخلاق التي تحلت بها، وإنما بسبب تلك المعارف الإيمانية التي تنزلت عليها؛ فجعلتها ترى أسماء الله تعالى الحسنى مهيمنة على كل شيء، ولذلك يغمر السلام كل شيء.

فلو تأملت ـ أيها المريد الصادق ـ أسماء الله الحسنى، والتي وصفها الله تعالى بالسعة، وكونها المهيمنة على الكون، لوجدتها جميعا مرتبطة بالسلام، بل بأعظم مراتب السلام، وهو الرحمة، ولذلك قال الله تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ (طه:5)، والتي تشير إلى أن مملكة هذا الكون الواسعة مبنية على أساس الرحمة الإلهية، ومنتهية إليها.

ولذلك اختار الله تعالى ذلك الاسم الجليل الذي يجمع بين الدلالة على منتهى الرحمة وكمالها، والعلمية على الذات، ليدل على هذا المعنى، فإنه إذا قيل: (حكم الملك

اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 284
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست