responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 239

 

اللملک و التدبیر

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن ملك الله وتدبيره لشؤون خلقه، والمعارف المرتبطة بذلك، والآثار التي تحدثها في النفس المطمئنة، وعلاقتها برضاها.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن المعارف المرتبطة بملكية الله تعالى لكل شيء، وعلى كل شيء، وتدبيره له، من المعارف الضرورية للنفس المطمئنة، وهي سر كبير من أسرار رضاها وسعادتها، لأنها تعلم أنها في عالم يديره ربها، ويتحكم في كل شيء فيه، صغيرا كان أو كبيرا؛ فلذلك ترى في كل شيء الحضور الإلهي المباشر؛ فتمتلئ سعادة بذلك، لعلمها أنه لا يصدر من ربها إلا اللطف والخير والرحمة ومقتضيات أسمائه الحسنى الممتلئة بالجمال.

وهي لذلك لا ترى الملك الحقيقي إلا لله، وفي كل الأزمان، وفي كل المحال، أما من عداه، فهم مجرد نواب ووكلاء مستعارين لمدد محدودة، ومحال محدودة؛ أما الله، فهو الملك الحقيقي الذي بسط ملكه على كل شيء، وامتد ملكه لكل زمن، ولم يعزب عن ملكه شيء في الأرض ولا في السماء، كما قال تعالى: P قُلِ اللهمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)O (آل عمران)

فالله تعالى يخاطبنا من خلال هذه الآية الكريمة ليذكر لنا أن الملك الحقيقي له.. وله وحده.. وليس من عداه سوى مبتلون ببعض المسؤوليات ليميز الخبيث منهم من الطيب، والصادق منهم من الكاذب، والإنسان منهم من الشيطان.

وذلك ما تدل عليه كل العقول السليمة والفطر النقية؛ فالملك الحقيقي هو الذي له السلطة المطلقة على الأكوان جميعا.. وفي جميع الأوقات.. وليس على ثلة محدودة من الناس..

اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 239
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست