responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 215

العدل و الرحمه

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عما ذكره بعضهم من غلبة الرحمة الإلهية على العدل، وأن الله تعالى في الآخرة سيتجلى لعباده برحمته الشاملة المطلقة، ولذلك يكتفي بتنفيذ وعده دون وعيده، ليشتمل النعيم المحسنين والمسيئين، والمقربين والمبعدين.

وذكرت لي أنه قرب ذلك بأن الله تعالى لو (فوض أمر خلقه إلى بعض عباده وقدّره ومكّنه من التصرف فيهم، وكان خيّراً غنياً، لأزال العذاب عنهم، وهذا الراحم أنا وامثالي، وهو تعالى أرحم الراحمين)([269])

وذكرت لي أنه استدل لذلك بأن الثناء لا يكون إلا بصدق الوعد، لا بصدق الوعيد، (والحضرة الإلهيّة تطلب الثّناء المحمود بالذّات؛ فيثني عليها بصدق الوعد، لا بصدق الوعيد، بل بالتّجاوز، ولذلك قال تعالى: ﴿فَلا تَحْسَبَنَّ الله مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ﴾ [إبراهيم: 47]، ولم يقل ووعيده، بل قال: ﴿ونَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ﴾ [الأحقاف: 16] مع أنّه توعّد على ذلك) ([270])

وذكرت لي من أشعارهم في هذا قول بعضهم:

فلم يبق إلا صادق الوعد وحده ***   *** و ما لوعيد الحقّ عين تعاين
و إن دخلوا دار الشّقاء فإنّهم ***   *** على لذّة فيها نعيم مباين
نعيم جنان الخلد فالأمر واحد ***   *** و بينهما عند التّجلّي تباين
يسمّى عذابا من عذوبة طعمه ***   *** و ذاك له كالقشر والقشر صائن

 

 

 


[269] الشواهد الربوبية، ص319.

[270] جواهر النصوص فى شرح الفصوص، ج 1، ص: 331.

اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 215
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست