responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 206

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن المعارف المرتبطة بحرية الإنسان في أداء تكاليفه، ومجازاته عليها، وعن علاقة ذلك بالعلم الإلهي المستوعب لكل شيء، وعلاقته بعدالة الله ورحمته التي وسعت كل شيء، وعن أثر تلك المعارف في النفس المطمئنة، وسر علاقتها برضاها.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن أسئلتك هذه تندرج ضمن ذلك السؤال المعروف المكرر، وهو عن علاقة القدر الإلهي بالجبر والاختيار، وبما أن النفس المطمئنة هي النفس التي سلمت لربها، وصفت عن كل الكدورات التي تعتري أمثالها من النفوس، حتى لا يبقى فيها أدنى ريب، ولا أقل شبهة؛ فإن الجواب عن هذه الشبهة أو حل الإشكالات المرتبطة بها من العلوم الضرورية لها.

وهي لا تجيب عليها بمثل ما يفعل بعضهم من التسرع؛ فيعتبر الجبر هو الحاكم في هذا الكون تغليبا لتوحيد الله، وهيمنته على شؤون كونه، ولإثبات علمه الواسع، وإرادته المطلقة.

أو يعتبر الاختيار هو الحاكم لهذا الكون؛ فيضطر لأجل ذلك أن ينفي علم الله تعالى بالأشياء قبل حدوثها، وينفي معه إرادته المطلقة، ومشيئته النافذة، وينفي بعد ذلك جميعا كل ما سجل في أم الكتاب من حقائق الأقدار التي لا تغير ولا تبدل.

والحل الذي تصل إليه النفوس المطمئنة بسيط جدا، وليس فيه أدنى تعقيد، ذلك أنها تنطلق في تعاملها مع الحقائق من تواضعها وتسليمها وعجزها.. فلذلك لا تقيس عالم الألوهية على عالم البشرية، ولا تسأل عن الكيف، ولا عن التصورات المرتبطة به.. بل هي

اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 206
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست