responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 200

رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ&﴾ (الانبياء:49)

بينما يستعجل بها الجاهلون بها، قال تعالى مقارنا بين النظرتين:﴿ يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ﴾ (الشورى:18)

ولهذا كان a يسأل من طلب معرفة موعد الساعة عن مدى استعداده لها، وقد روي أن رجلا دخل والنبي a يخطب الجمعة، فقال: متى الساعة؟ فأومأ الناس إليه بالسكوت، فلم يقبل، وأعاد الكلام، فقال له النبي a في الثالثة: ماذا أعددت لها؟ قال: حب الله ورسوله، فقال a:(إنك مع من أحببت)([246])

ولهذا فإن المؤمن العارف بالله يفرح بغيب الله وشهادته، فيرى الغيب كما يرى أحدنا المفاجأة الجميلة تأتيه من أحب أحبابه، يستقبلها فرحا بمهديها.

المقادير المؤقتة:

أما النوع الثاني، فهو المقادير المؤقتة، وهي المقادير التي كلفت ـ أيها المريد الصادق ـ بمنازعتها ومدافعتها أو اختيار ما يتناسب منها مع مصالحك الشرعية في التزكية والترقية، وهي جميعا لا تخرج عن أقدار الله تعالى، ولا عن ما كتبه لك في الأزل.

وإلى هذا النوع من المقادير الإشارة بقوله تعالى:﴿ يَمْحُوا الله مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾ (الرعد:39)

وإليها الإشارة كذلك بالنصوص الواردة في منازعة الأقدار كقوله a:(لا يغنى حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيلقاه الدعاء، فيعتلجان


[246] رواه ابن خزيمة وأحمد والنسائي والبيهقي.

اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 200
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست