responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 20

في الكشف الذي لا يمكن اعتباره: (الكشف الذي يؤدي إلى فضل الإنسان على الملائكة أو فضل الملائكة على الإنسان مطلقاً من الجهتين لا يعول عليه) ([18])

ويقول: (كل كشف يريك ذهاب الأشياء بعد وجودها لا يعول عليه) ([19])

ويقول: (كل كشف لا يكون صرفاً لا يخالطه شيء من المزاج لا يعول عليه، إلا أن يكون صاحب علم بالمصور) ([20])

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فإياك أن تسلم دينك لغير المعصوم، وقل لكل شخص يريد أن يدعوك إلى أي عقيدة من العقائد أو معرفة من المعارف: ﴿هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [البقرة: 111]

فإن قال لك: برهاني هو الكشف الذي كشف لي، أو كشف لغيري.. وأن السالك لا يحتاج إلى البرهان، بل يحتاج إلى التسليم.. فقل له حينها: هل هذه المعارف ضرورية للتزكية والترقية أم أنها ليست كذلك؟.. فإن ذكر لك ضرورتها، فأخبره أن هذا اتهام للنبوة بالتقصير في عرض المعارف التي يحتاجها المؤمنون لتزكية أنفسهم وترقيتها.. فإن ذكر لك عدم ضرورتها، فأخبره بأن العاقل هو الذي يترك ما لا ضرورة له، خاصة إن اشتبه أمره، ولم يميز صدقه من كذبه، وخطؤه من صوابه.

وكمثال يقرب لك هذا تلك المعارف الكثيرة التي تتحدث عن عما يسمونه [علم الأفلاك العلوية]، والذي عرفه بعضهم بأنه (من علوم القوم الكشفية، ومنه يعلم أهل السماء أكرة في خيمة، أو خيمة في كرة أو بشبه ذلك؟ وهل تدور الأرض بدورانها أم لا؟


[18] ابن عربي، رسالة لا يعول عليه، ص 3.

[19] رسالة لا يعول عليه، ص 14

[20] رسالة لا يعول عليه، ص 18.

اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 20
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست