responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 133

 

القدره المطلقه

 

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن قدرة الله، وحقيقتها، ومجالاتها، وعلاقتها بالإنسان وحريته، وعلاقتها بعد ذلك كله وقبله برضى النفس وطمأنينتها.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن الإيمان بقدرة الله المطلقة التي لا تحدها الحدود، ولا تعترضها العوارض، ولا يحول دونها شيء من أعظم أسباب الطمأنينة والاستقرار النفسي الذي يتحلى به المؤمن، ويواجه به كل التحديات التي تعرض له.

وكلما كان ذلك الإيمان أعظم وأعمق، كلما كانت النفس أكثر طمأنينة، بل أكثر قوة على مواجهة كل الصعاب، وكيف لا تواجهها، وهي لا تعتمد على حولها وقوتها وطاقتها المحدودة، وقدرتها العاجزة، وإنما تعتمد على ربها.

وفوق ذلك؛ فإن الإيمان بقدرة الله المطلقة هو الذي يجعل المؤمن يؤمن بسهولة ويسر بكل ما يعجز الجاهلون عن الإيمان به، نتيجة عدم إيمانهم بقدرة الله تعالى.

فالمؤمن يؤمن بالبعث واليوم الآخر، وما أعد الله لأوليائه من أصناف النعيم التي لا يمكن تخيلها.. وهو الإيمان الذي عجزت بعض العقول عن التسليم والإذعان له، نتيجة جهلها لقدرة الله تعالى، ولو أنها آمنت بقدرته المطلقة، والتي تتجلى في كل شيء، لسهل عليها الإيمان بذلك وغيره.

ولذلك يخبر الله تعالى أن الخلق ما قدروه حق قدره حين نسبوا العجز له في أي محل من المحال، قال تعالى:﴿ مَا قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ الله لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (الحج:74)، وقال:﴿وَمَا قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ الله عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ ﴾ (الأنعام:91)

فلذلك يذكرهم بقدرته التي لا تحد، قال تعالى:﴿ وَمَا قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ

اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 133
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست