اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 79
وروي
أنه كان يقول في دبر كلّ صلاة إذا سلّم: (لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له
الملك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير، اللهمّ لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما
منعت، ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ)([132])
وقد
كان رسول الله a ـ أيها المريد الصادق ـ يفعل ذلك تأويلا، وتنفيذا لما ورد في حقها
في القرآن الكريم؛ فهو a القرآن الناطق المبين للحقائق والقيم، والمجسد لها.
فالله
تعالى اعتبر الاهتداء إلى كلمة التوحيد، وترديدها والدعوة إليها من أعظم أسباب
الفتح الإلهي، والذي تزكى به النفس، وتطهر، وترتقي في معارج العرفان الكبرى، والتي
تتيح لها القابلية لتنزلات الملائكة وما معها من روح القدس، قال تعالى: ﴿يُنَزِّلُ
الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ
أَنذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ﴾ (النحل:2)
واعتبرها
العروة الوثقى، التي لا يتمسك بها إلا الناجون، فقال:﴿فَمَنْ يَكْفُرْ
بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِالله فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا
انفِصَامَ لَهَا وَالله سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ (البقرة: 256)، وقد ذكر المفسرون
أن المراد منها كلمة التوحيد([133]).
واعتبرها
العهد الذي عهد به إلى عباده، قال تعالى: ﴿لا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ
إِلاَّ مَنْ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْداً﴾ (مريم: 87)، وقد قال ابن
عباس في تفسيرها: (العهد شهادة أن لا إله إلا الله، ويبرأ إلى الله من الحول والقوة
إلا بالله، ولا يرجو إلا الله تعالى)
واعتبرها
الحسنى([134]) التي لا ينال اليسرى إلا من صدق بها،
قال تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ