اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 69
وهل
يمكن أن تتكبر، وهي تعلم أن الله هو الأكبر، وأن من نازعه ونافسه في كبره، لم ينل
إلا الضلال والخسارة؟
وهل
يمكن أن تبطر وتظلم، وهي تعلم أن الله أكبر من قوتها، وأنه سينتصف للمظلوم لا
محالة؟
وهكذا؛
فإن التكبير والتهليل من أعظم المدارس التربوية والروحية، ومن أدمن على دروسهما،
وحفظها، ورددها كل حين؛ فإنه لا محالة سيخرج من سجون النفس الأمارة، ليلتحق بجنات
أصحاب النفوس المطمئنة.
إذا
عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن سر اهتمام النصوص المقدسة بهما، ودعوتها
إلى ترديدها في كل المحال، لا يهدف فقط إلا ترطيب اللسان بهما، ولكن لما لهما من
الآثار البعيدة في النفس والمجتمع.
لذلك
فاقرأ تلك النصوص بهذا الفهم، ولا تلتفت لأولئك الذين حولوا الشريعة إلى طقوس
يؤدونها من دون فقه لأسرارها وحقائقها؛ فراحوا يوالون الظلمة، ويساندون
المستكبرين، في نفس الوقت الذي يلهجون فيه بالتكبير والتهليل، وكأن الله تعالى
أمرنا أن نعبده، ونقيم دينه بالألفاظ والطقوس، لا بالحقائق والمعاني.
إذا
عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن القرآن الكريم كتاب التزكية الأكبر،
ورسول الله a معلم التزكية الأعظم، وأئمة الهدى والتقوى الذين مثلوا الهدي
النبوي أحسن تمثيل، وحفظوا الدين الأصيل أحس حفظ، كلهم اتفقوا على تعظيم التهليل
والتكبير، والحث عليهما، وفي كل المناسبات، وبيان الأجور العظيمة، والدرجات
العالية التي يستحقها من يكثر منهما، ويداوم عليهما.
التكبير
والتزكية:
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 69