اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 67
التکبیر و التهلیل
كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن التكبير
والتهليل، وعلاقتهما بالسير والسلوك، والمعاني المرتبطة بهما، والثمار التي
يثمرانها في تزكية النفس وترقيتها، وسر ما ورد حولهما، وحول فضلهما من النصوص
المقدسة.
وجوابا
على سؤالك الوجيه أذكر لك أن التكبير والتهليل ليسا من أركان الإصلاح المرتبط
بالنفس فقط، وإنما هما الركنان العظيمان اللذان لا يمكن أن يتحقق الإصلاح
الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي وغيرها من دونهما.
ولذلك
أمر بإشاعتهما في كل المناسبات، وأنت ترى كيف يردد المؤذنون، وفي جميع المحال، تلك
التكبيرات والتهليلات، ويكررونها، وبصوت عال، ليكون الله تعالى في المجتمع هو
الأكبر والأعظم والأولى بأن يعبد ويرجع إليه في كل شيء.. وأن يكون وحده في ذلك لا
شريك له.. لا من الملوك ولا السلاطين.. ولا الأغنياء ولا الأثرياء.. ولا الوجهاء
ولا الملأ.. ولا رجال الدين، ولا رجال الدنيا.
ولذلك
لم يكن التهليل والتكبير مجرد أذكار شرعية، أُمر بها، ودُعي إليها، وإنما هما
شعارات سياسية تقف في وجه الظلمة والطواغيت والمستبدين.. لتصيح في خلدهم كل حين
بأن الله تعالى أكبر منكم، ومن جبروتكم وطغيانكم، وتدعوهم لأن يتخلوا عن كبريائهم،
ليرتدوا ثوب الإيمان والعبودية والتواضع، ويوحدوا الله تعالى أثناء أدائهم
لممارساتهم السياسية، كما يوحدونه أثناء أدائهم لممارساتهم الدينية؛ فالله تعالى
رب الدين والدنيا جميعا.
وهي
شعار في وجه من يريدون تفكيك المجتمع بالعصبية والقبلية والنعرات
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 67