responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 649

المحبة.. فلولا الحب ما دارت الأفلاك وتحركت الكواكب النيرات، ولا هبت الرياح المسخرات، ولا مرت السحب الحاملات، ولا تحركت الأجنة في بطون الأمهات، ولا انصدع عن الحب أنواع النبات، واضطربت أمواج البحار والزاخرات، ولا تحركت المدبرات والمقسمات ولا سبحت بحمد فاطرها الأرضون والسموات وما فيها من المخلوقات) ([1283])

وقال الشاعر يعبر عن أسرار تلك المواجيد والأحوال:

يحرُكنا ذكر الأحاديث عنكمُ ***   *** ولولا هواكُم فِي الحشا ما تَحرَّكنا
فقُل لِلَّذي ينهَى عن الوَجد أهلهُ ***   *** إذا لَم تذُق معنَى شرابٍ الهَوَى دعنا
إذا اهتزَّت الأرواح شوقاً إِلَى اللقا ***   *** ترفصت الأشباح يا جاهلَ المعنَى
أما تنظرُ الطير المقفَّصَ يا فتَى ***   *** إذا ذكر الأوطان حنَّ إِلَى المغنَى
يُفَرّجُ بالتغريد ما بِفُؤادهِ ***   *** فتضطرِبُ الأعضاءُ فِي الحسّ والمعنَى
ويرقصُ فِي الأقفاصِ شوقاً إِلَى اللقا ***   *** فتهتزُّ أربابُ العقولِ إذا غنَى
كذلكَ أرواحُ المُحبِّينَ يا فَتَى ***   *** تَهزِّزها الأشواقُ للعالَمِ الأسنَى
أنلزمُها بالصبرِ وهي مشوقةٌ ***   *** وهل يستطيع الصبر من شاهد المعنَى

وقال آخر:

ما في التواجدِ إن حققتَ من حرجٍ ***   *** ولا التمايلِ إن أخلصتَ من باسِ
إن السماعَ صفاء نور صفوتهِ ***   *** يخفى ويُحجَبُ عمن قلبهُ قاسي
نورٌ لمن قلبُه بالنورِ منشرِحٌ ***   *** نارٌ لمن صدرُه ناووسُ وسواس
راحٌ وأكْؤُسُها الأرواحُ فهي على ***   *** قدرِ الكؤوسِ تريك الصفوَ في الكاسِ

[1283] الجواب الكافي: 201.

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 649
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست