اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 591
تصف الدّواء لذي السّقام
وذي الضّنى
ومن
الضّنى تمسي وأنت سقيم
لا تنه عن خلق وتأتي
مثله
عار عليك إذا فعلت عظيم
ابدأ بنفسك فانهها عن
غيّها
فإذا
انتهت عنه فأنت حكيم
لكن ذلك ـ أيها المريد
الصادق ـ لا يعني إعراضك عمن ذكرك أو وعظك بحجة وقوعه في المعاصي؛ فأنت مطالب بأخذ
الحكمة من أي فم خرجت، والحكمة ضالة المؤمن، أين وجدها فهو أحق بها.
بل حتى لو سمعت الحكمة
من أفواه المجرمين والظلمة، فليس لك أن تردها، ذلك أنك مطالب بالرد على الجريمة
والظلم لا على الحكمة.
وإن شئت ـ أيها المريد
الصادق ـ أن تسد عليك كل منافذ الشيطان التي قد تتسرب إلى نفسك من خلال المواعظ
والواعظين؛ فعليك بتلك المواعظ الواردة في القرآن الكريم؛ فالقرآن كله موعظة، كما
قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ
رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ
لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [يونس: 57]، وقال: ﴿هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ
وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [آل عمران:138]، وقال:
﴿وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آَيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ
الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ﴾
[النور:34]
وأخبر
أن كل ما في القرآن الكريم مواعظ للقلوب المستعدة للتقبل، فقال:
﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ
الكِتَابِ وَالحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ﴾ [البقرة:231]
بل
أخبر أنه أفضل المواعظ، فقال: ﴿إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ
بِهِ﴾ [النساء:58]
ومثلها
ما ورد في أحاديث رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى، فكل أحاديثه مواعظ، فتأملها ـ أيها المريد
الصادق ـ وتدبر فيها، واعبد الله تعالى بتلاوتها، واحذر من الذين
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 591