responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 54

ولذلك يمكن للذاكر أن يذكر الله، من غير أن يحرك شفتيه، ولا أن يتعب أي جارحة من جوارحه، بل يكتفي بحضوره مع ربه، أو ترديده للأذكار في سره.

ولارتباط الذكر بالكثرة، وكون تأثيره مرتبطا بها أخبر رسول الله a عن تلك الحسرات التي يجدها الإنسان عند أي ساعة لم يذكر الله تعالى فيها، فقال: (ما من ساعة تَمُرُّ بابن آدم لا يذكر الله تعالى فيها إلا تحسَّر عليها يوم القيامة)([59])

وأخبر عن الحسرة التي يجدها أولئك الذين يقضون أوقاتهم في اللهو واللعب بعيدا عن ذكر الله، قال a: (ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله تعالى فيه؛ إلا قاموا عن مثل جيفة حمار، وكان عليهم حسرة)([60])، وفي رواية: (ما جلس قوم مجلسًا لم يذكروا الله فيه، ولم يصلُّوا على نبيهم إلا كان عليهم تِرَةً؛ فإن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم)([61])

بل ورد في الحديث أن أهل الجنة أنفسهم يندمون على أي لحظة لم يذكروا الله فيها، قال a: (إنّ أهل الجنّة لا يندمون على شي‌ء من أمور الدنيا إلّا على ساعة مرّت بهم في الدنيا لم يذكروا الله فيها)([62])

وسر ذلك ـ كما ورد في أحاديث أخرى ـ أن نعيم الجنة يتشكل من تلك الحروف التي يذكرها الذاكرون، قال a: (لقيتُ ليلة أُسري بي إبراهيم الخليل عليه السلام، فقال: يا محمد! أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعانٌ، وأن غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)([63])


[59] أبو نُعيم في الحلية (5/361 – 362)، والبيهقي في شعب الإيمان.

[60] أبو داود (4855)، وأحمد (2/389 و494 و527)، والحاكم (1/ 492)

[61] الترمذي (3440 – تحفة)، وأحمد (2/446 و453 و481 و495)، والحاكم (1/496)

[62] لئالى الأخبار ج 1 ص 14

[63] الترمذي (3462) وحسنه.

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 54
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست