responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 524

وقال: (اعتبروا بما مضى من الدنيا، هل بقّى على أحد ؟.. أو هل فيها باقٍ من الشريف، والوضيع، والغني، والفقير، والولي، والعدو ؟.. فكذلك ما لم يأت منها بما مضى أشبه من الماء بالماء، قال رسول الله a: (كفى بالموت واعظا، وبالعقل دليلا، وبالتقوى زادا، وبالعبادة شغلا، وبالله مؤنساً، وبالقرآن بياناً)([1068])

وقيل للإمام الكاظم: (عظني وأوجز، فكتب إليه: (ما من شيء تراه عينك إلا وفيه موعظة)([1069])

وقال الإمام الرضا: (ليس العبادة كثرة الصيام والصلاة، وإنما العبادة كثرة التفكر في أمر الله)([1070])

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن الفكر المرتبط بالترقية، يشمل كل شيء؛ فكل ما في الكون دليل على الله، وقد قال بعض الحكماء يذكر ذلك: (اعلم أن كل ما في الوجود مما سوى الله تعالى فهو فعل الله وخلقه. وكل ذرة من الذرات من جوهر وعرض وصفة وموصوف ففيها عجائب وغرائب تظهر بها حكمة الله وقدرته، وجلاله وعظمته. وإحصاء ذلك غير ممكن، لأنه لو كان البحر مدادا لذلك لنفد البحر قبل أن ينفد عشر عشيره)

ثم ذكر مجامع ذلك، فقال: (الموجودات المخلوقة منقسمة إلى ما لا يعرف أصلها فلا يمكننا التفكر فيها، وكم من الموجودات التي لا نعلمها، كما قال الله تعالى: ﴿وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: 8]، وقال: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ


[1068]مصباح الشريعة ص20.

[1069]أمالي الصدوق ص305.

[1070] بحار الأنوار: 75/335، والتحف ص442.

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 524
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست