اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 520
عقل
امرئ حتى يكون فيه خصال شتى:الكفر والشر منه مأمونان، والرشد والخير منه مأمولان،
وفضل ماله مبذول، وفضل قوله مكفوف، نصيبه من الدنيا القوت، ولا يشبع من العلم
دهره، الذل أحب إليه مع الله من العز مع غيره، والتواضع أحب إليه من الشرف، يستكثر
قليل المعروف من غيره، ويستقل كثير المعروف من نفسه، ويرى الناس كلهم خيرا منه
وأنه شرهم في نفسه، وهو تمام الأمر....
يا
هشام.. لا تمنحوا الجهال الحكمة فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم.
يا
هشام.. لا دين لمن لا مروة له، ولا مروة لمن لا عقل له، وإن أعظم الناس قدرا، الذي
لا يرى الدنيا لنفسه خطرا، أما إن أبدانكم ليس لها ثمن إلا الجنة، فلا تبيعوها
بغيرها.
يا
هشام.. إن العاقل لا يحدث من يخاف تكذيبه، ولا يسأل من يخاف منعه، ولا يعد ما لا
يقدر عليه، ولا يرجو ما يعنف برجائه، ولا يتقدم على ما يخاف العجز عنه، وكان
الإمام علي يوصي أصحابه يقول: (أوصيكم بالخشية من الله في السر والعلانية، والعدل
في الرضا والغضب، والاكتساب في الفقر والغنى، وأن تصلوا من قطعكم، وتعفوا عمن
ظلمكم، وتعطوا على من حرمكم، وليكن نظركم عبرا، وصمتكم فكرا، وقولكم ذكرا،
وطبيعتكم السخاء، فإنه لا يدخل الجنة بخيل، ولا يدخل النار سخي)
يا
هشام.. رحم الله من استحيا من الله حق الحياء، فحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما
وعى، وذكر الموت والبلى، وعلم أن الجنة محفوفة بالمكاره والنار محفوفة بالشهوات.
يا
هشام.. من كف نفسه من أعراض الناس أقاله الله عثرته يوم القيامة، ومن كف غضبه عن
الناس كف الله عنه غضبه يوم القيامة.
يا
هشام.. إن العاقل لا يكذب وإن كان فيه هواه....
يا
هشام..أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله بعد المعرفة به: الصلاة، وبر الوالدين،
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 520