اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 52
منه بالقليل ولم يجعل له حدّا ينتهي
إليه، ثمّ تلا هذه الآية:: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا الله
ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا هُوَ الَّذِي يُصَلِّي
عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ
وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾ [الأحزاب: 41 ]، وقال: (لم يجعل الله
عزّ وجلّ له حدّا ينتهي إليه)
ثم
تحدث عن والده الإمام الباقر، فقال: (وكان أبي كثير الذكر، لقد كنت أمشي معه وإنّه
ليذكر الله، وآكل معه الطعام وإنّه ليذكر الله، ولقد كان يحدّث القوم وما يشغله
ذلك عن ذكر الله، وكنت أرى لسانه لازقا بحنكه يقول: (لا إله إلّا الله) وكان
يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتّى تطلع الشمس ويأمر بالقراءة من كان يقرأ منّا ومن كان
لا يقرأ منّا أمره بالذكر)([55])
وقال الإمام علي: (اذكروا الله في كل مكان فإنه معكم.. أكثروا ذكر الله عزّ
وجلّ إذا دخلتم الأسواق، وعند اشتغال الناس، فإنه كفارةٌ للذنوب، وزيادةٌ في
الحسنات، ولا تُكتبوا في الغافلين)([56])
وقال: (أكثروا ذكر الله تعالى على الطعام ولا تطغوا، فإنها نعمةٌ من نعم
الله ورزقٌ من رزقه، يجب عليكم فيه شكره وحمده)([57])
وقال: (إذا لقيتم عدوكم في الحرب فأقلّوا الكلام، وأكثروا ذكر الله عزّ وجلّ)([58])
ولهذا،
فإن القرآن الكريم لا يكتفي بالدعوة إلى الإكثار من الذكر، بل إنه يحض عليه في كل
الأوقات والمناسبات.. فيدعو إليه في المعارك وعند اشتدادها، قال تعالى: ﴿يَا
أَيُّهَا