responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 518

وهكذا يمكنه عن طريق الفكر أن يملأ نفسه بالمكارم، ويجنبها كل ما تتلبس به من المثالب.

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاسمع لهذه الوصية التي قالها إمام من أئمة الهدى، وهو الإمام موسى الكاظم، يخاطب فيها بعض تلاميذه، وهو هشام بن الحكم([1065])، يبين له فيها دور العقل في التزكية، فمما أوصاه قوله له ([1066]): (يا هشام.. لكل شيء دليل، ودليل العاقل التفكّر، ودليل التفكّر الصمت.. ولكلِّ شيء مطيّة، ومطية العاقل التواضع، وكفى بك جهلاً أن تركب ما نُهيت عنه.

يا هشام.. لو كان في يدك جوزة وقال الناس: في يدك لؤلؤة، ما كان ينفعك وأنت تعلم أنّها جوزة، ولو كان في يدك لؤلؤة وقال الناس: إنّها جوزة، ما ضرّك وأنت تعلم أنّها لؤلؤة....

يا هشام.. ما من عبد إلا وملكٌ آخذ بناصيته، فلا يتواضع إلا رفعه الله ولا يتعاظم إلا وضعه الله.

يا هشام.. من سلط ثلاثا على ثلاث فكأنما أعان هواه على هدم عقله: من أظلم نور فكره بطول أمله، ومحا طرائف حكمته بفضول كلامه، وأطفأ نور عبرته بشهوات نفسه، فكأنما أعان هواه على هدم عقله، ومن هدم عقله أفسد عليه دينه ودنياه.

يا هشام..كيف يزكو عند الله عملك، وأنت قد شغلت عقلك عن أمر ربك، وأطعت هواك على غلبة عقلك.


[1065] قال عنه العلامة الحلي بعد ذكر مولده: (روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن، وكان ثقةً في الروايات، حسنَ التحقيقِ بهذا الأمرِ، ورويت مدائِحُ له جليلةٌ عن الإمامين الصادق والكاظم، وكان ممن فتقَ الكلامَ في الإمامَةِ، وهَذَّبَ المذهَبَ بالنظرِ، وكان حاذقًا بصناعَةِ الكلامِ، حاضِرَ الجوابِ) [ خلاصة الأقوال في معرفة الرجال، ص 288]

[1066] بحار الأنوار: 75/316، والتحف ص383.

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 518
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست