responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 432

الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه)([932])

وفي حديث آخر قال رسول الله a: (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)([933])، وهو يدل على أنه لا يمكن لأي إنسان أن يتحلى بالعفو والحلم ما لم يجاهد نفسه على ذلك.

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن لجهاد النفس مرتبتين:

أولاهما ترتبط بتزكية النفس من المثالب والرعونات والأخلاق السيئة التي تكتسبها من بيئتها أو محيطها أو أهوائها وشيطانها.

وثانيهما ترتبط بترقيتها وتحقيقها بالأخلاق العالية والروحانية السامية.

مجاهدة التزكية:

أما مجاهدة التزكية ـ أيها المريد الصادق ـ فهي مقاومة تلك التزيينات التي تنحرف بالنفس عن طبيعتها وفطرتها السليمة؛ وتصحيح مسارها الذي خلقها الله عليه، حتى تعود نقية إلى بارئة سليمة من كل الكدورات التي قد تلطخها.

وقد أشار إلى ذلك قوله تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات: 40، 41]

والمراد بالهوى هنا كل تلك الأوهام التي تتلبس بالنفس نتيجة لوساوس شياطين الإنس والجن، وما يصاحبها من رغبات داخلية، توفر القابلية لتلك الوساوس.

ولذلك؛ فإن محو مصدر تلك الأهواء، وتصحيح تلك الرغبات، يحتاج إلى مقاومة شديدة، وجهاد لا يقل عن الجهاد الذي يقاوم به الظالمون والمستكبرون.. بل إن الجهاد


[932] معاني الاخبار 160، أمالي الصدوق 279.

[933] رواه البخاري.

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 432
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست