اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 424
فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة، فإن لم تفعل
ففي عمرك مرة)([906])
هذا
بعض ما ورد في فضائل نوافل الصلاة؛ فابدأ بها ـ أيها المريد الصادق ـ واحرص عليها،
واعلم أن الأفضل فيها أداؤها في بيتك، وبحسب ما يتاح لك من وقت؛ فإن عرض لك ما هو
أهم منها من علم تطلبه، أو خدمة تقدمها لغيرك؛ فاعلم أن ذلك أفضل، وسينيلك الله
فضل ما نويته من نوافل ما دمت قد تركت بعضها لتلك الأغراض الشريفة.
وإن
قدرت على أن تقضي ما فاتك منها بعد انتهائك من أشغالك، فلك ذلك، وهو رخصة من الله
تعالى لتتدارك ما فاتك من الخير، وقد قيل للإمام الصادق:
(جُعلت فداك، ربّما فاتتني صلاة اللّيل الشهر والشهرين والثلاثة فأقضيها بالنهار،
أيجوز ذلك ؟)، فقال: (قرّة عين لك والله ـ ثلاثاً ـ إنّ الله يقول: ﴿وَهُوَ
الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ
أَوْ أَرَادَ شُكُورًا﴾ [الفرقان: 62]، فهو قضاء صلاة النهار باللّيل،
وقضاء صلاة اللّيل بالنهار)([907])
وسئل
عن رجل عليه من النوافل ما لا يدري كم هو لكثرته ؟.. فقال: (يصلي حتى لا يدري كم
صلّى من كثرته، فيكون قد قضى بقدر ما عليه من ذلك)، فقيل له: فإنه لا يقدر على
القضاء من شغله، قال: (إن شُغل في معيشةٍ لا بد منها، أو حاجةٍ لأخٍ مؤمن فلا شيء
عليه، وإن كان شُغله لجمع الدنيا فتشاغل بها عن الصلاة فعليه القضاء، وإلا لقي
الله وهو مستخفٌّ متهاون، مضيّع لسنّة رسول الله a)، فقيل له: فإنه لا يقدر على
القضاء، فهل يصلح له أن يتصدّق؟.. فسكت مليّا ثم قال: (نعم، فليتصدّق بقدر طوله،
وأدنى ذلك مدّ لكل مسكين مكان كل صلاة)، فقيل له: وكم الصلاة التي يجب فيها مدّ
لكل مسكين ؟..