اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 408
والإسلام ورسالة النبي
الكريم a؛ فتعتبر كل نقطة من هذه الأرض محلًا لنزول وإجلال
الأنبياء العظام وجبرائيل الأمين ومذكرة بمشاق ومحن النبي العظيم a التي تحملها في سبيل الإسلام والبشرية)([847])
ويذكر البعد العملي
المتولد من تلك المشاعر الإيمانية العميقة؛ فيقول: (والحضور في هذه الأمكنة
المقدسة وأخذ الظروف القاسية للبعثة النبوية بعين الاعتبار يرشدنا إلى عظم
المسؤولية التي تقع على عواتقنا للمحافظة على منجزات هذه النهضة والرسالة
الالهية؛ فكم أبدى النبي الكريم a وأئمة الهدى من مثابرة
وصمود في تلك الظروف لإرساء دعائم الدين القويم وإمحاق الباطل، ولم ترعبهم تهم
وطعن وإهانات (أبي لهب) و(أبي جهل) و(أبي سفيان) وأمثالهم، وواصلوا طريقهم ولم
يستسلموا في أحلك الظروف ووطأة الحصار الاقتصادي الشديد في شعب أبي طالب، وشمروا
عن سواعد الجد لإبلاغ الرسالة الالهية بعد تحمل الصعاب في مسار دعوة الحق، وأداموا
طريق الهداية والرشد بحضورهم في الحروب المتتالية وغير المتكافئة والكفاح إزاء
آلاف المؤامرات حيث امتلأت صخور وصحاري وجبال وأزقة وأسواق مكة والمدينة بالشغب
والغوغاء، فلو نطقت وكشفت النقاب عن سرّ تحقق قوله تعالى: Pفَاسْتَقِمْ كَمَا
أُمِرْتَO [هود: 112] لوقف زائروا بيت الله الحرام على مقدار
عناء رسول الله a لهدايتنا وبلوغ المسلمين الجنة، ولأدركوا العبء
الملقى على كاهل أتباعه) ([848])
هذه
ـ أيها المريد الصادق ـ أبعاد الحج المبرور ومقاصده والمشاعر المرتبطة به، وهو ـ
بهذه الصفات ـ لا يؤدي دوره في إصلاح نفوس المؤمنين كأفراد فقط، وإنما يصلح
المجتمع،