responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 405

اللّحد بإزائك وأحضر عظيم رتبته في قلبك فقد روي عنه عليه السّلام (أنّ الله تعالى وكلّ بقبره ملكا يبلّغه سلام من سلّم عليه من أمّته) ([839]) هذا في حقّ من لم يحضر قبره فكيف بمن فارق الوطن وقطع البوادي شوقا إلى لقائه واكتفى بمشاهدة مشهده الكريم إذ فاتته مشاهدة غرّته الكريمة، وقد قال a: (من صلّى عليّ مرّة صلّى الله عليه عشرا)([840]) فهذا جزاؤه في الصلاة عليه بلسانه فكيف بالحضور لزيارته ببدنه، ثمّ ائت المنبر وتوهّم صعود النبيّ a المنبر ومثّل في قلبك طلعته البهيّة قائما على المنبر وقد أحدق به المهاجرون والأنصار وهو يحثّهم على طاعة الله بخطبته، وسل الله أن لا يفرّق في القيامة بينك وبينه) ([841])

هذا جوابي على سؤالك ـ أيها المريد الصادق ـ فاحرص على الاستفادة من هذه المدرسة العظيمة من مدارس التزكية والترقية، بالشروط التي اشترطتها الشريعة، لا بالأهواء التي وضعتها الأعراف.

واعلم أن الله تعالى لم يشرعها ليزكي نفوس المؤمنين فقط، وإنما شرعها ليزكي المجتمعات المؤمنة، ويعيدها إلى وحدتها وخيريتها التي ارتضاها الله لها، ولذلك فإن من أهم مقاصد الحج تحقيق الوحدة الإسلامية، ومواجهة الأعداء المتربصين من الداخل والخارج، وقد قال بعض الحكماء يذكر ذلك: (إن من أهم أبعاد فلسفة الحج هو بعده السياسي. الذي تسعى لتغييبه والقضاء عليه جميع الأيدي المجرمة، التي استطاعت للأسف وسائل دعايتها أن تؤثر في المسلمين بحيث بات ينظر أكثر المسلمين إلى الحج على أنه مجرد مراسم عبادية جافّة وفارغة لا تُعنى بقضايا المسلمين. في حين أن الحج ومنذ ولادته، لايقل


[839] النسائي ج 3 ص 43.

[840] النسائي ج 3 ص 50.

[841] المحجة البيضاء في تهذيب الإحياء، ج‌2، ص: 206.

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 405
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست