responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 368

وتؤهله بذلك لكل المكارم التي وردت النصوص المقدسة بها، والتي لا تشمل الآخرة فقط، بل تشمل الدنيا أيضا؛ فالإنفاق يزكي الدنيا والآخرة جميعا.

ومن تلك الأحاديث ما روي أن رسول الله a ضرب (مثل البخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد، قد اضطرت أيديهما إلى ثديهما وتراقيهما، فجعل المتصدق كلما تصدق بصدقة انبسطت عنه حتى تغشى أنامله وتعفو أثره، وجعل البخيل كلما هم بصدقة قلصت وأخذت كل حلقة بمكانها)([735])

فهذا الحديث يبين الأثر النفسي للإنفاق، وهو ذلك الانبساط والانشراح الذي يصيب النفس، ويجعلها مستعدة لتنزل كل المكارم، بخلاف نفس البخيل الضيقة التي تحول بين صاحبها، وبين تحليه بمكارم الأخلاق.

ولذلك أخبر a أن الإنفاق سبيل من سبل التقوى التي تحمي صاحبها من العقوبة، قال a: (اتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجد فبكلمة طيبة)([736])

وقال: (إن الصدقة لتطفىء عن أهلها حر القبور، وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة فى ظل صدقته)([737])

وقال: (كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس)([738])

وقال: (ما أحسن من محسن من مسلم ولا كافر إلا أثيب)، قلنا: يا رسول الله هذه إثابة المسلم قد عرفناها، فما إثابة الكافر؟ قال: (إذا تصدق بصدقة، أو وصل رحما، أو عمل حسنة أثابه الله بهذا المال والولد فى الدنيا، وعذاب دون العذاب فى الآخرة وقرأ ﴿أَدْخِلُوا


[735] البخاري (5797)، ومسلم (1021)

[736] البخاري (1417)، ومسلم (1016)

[737] الطبراني 17/286 (788)

[738] أحمد 4/147، وأبو يعلى 3/300- 301 (1766)، والطبراني 17/280 (771)

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 368
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست