responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 366

انفاق المخلصین

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن الإنفاق الذي دعت إليه النصوص المقدسة، وأوجبته، وأخبرت أنه من صفات المتقين؛ وهل له علاقة بتزكية النفس وترقيتها، أم أنه مرتبط بالجانب الاجتماعي، وتطهير المال مما قد يكون أصابه من الشبهات والحرام.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن الإنفاق أنواع متعددة، وبحسبها يكون دوره..

فمن الناس من يخرج ما وجب عليه من مال، أو ما تطوع به منه رياء وسمعة، وطلبا للجاه، وامتلاك قلوب من أحسن إليهم؛ فهذا وإن كان قد قدم بإنفاقه خدمات لمجتمعه، إلا أنه أساء إلى نفسه كثيرا، ذلك أنه أضاف إليها أمراضا جديدة قد تكون أخطر من الأمراض التي كانت فيها.

وإلى هذا الصنف الإشارة بقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِالله وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا (38) وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ الله وَكَانَ الله بِهِمْ عَلِيمًا﴾ [النساء: 38، 39]، وقال: ﴿وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِالله وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ﴾ [التوبة: 54]

ومن الناس من يخرج ما وجب عليه من مال، دون أن يلتفت لشيء، ولا أن يكون له أي مقصد؛ فهذا قد يساهم ذلك الإنفاق في تطهير بعض جوانب نفسه الأمارة إلا أنه لا يرقى لأن يؤدي دوره في التزكية أو الترقية الكاملة.

ومن الناس من ينفق ماله ابتغاء مرضاة الله، لعلمه بحب الله لذلك؛ فلذلك لا

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 366
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست