responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 351

تعالى ورحمته الشاملة ورأفته الكاملة في اجتزائه بذلك عن أصل الواجب وإن كان بعيدا عن درجات القبول، منحطّا عن أوج القرب والوصول، وإن كنت إماما لقوم فاقصدهم بالسلام مع من تقدّم من المقصودين، وليقصدوا هم الرّد عليك أيضا ثمّ يقصدوا مقصدك بسلام ثان، فإذا فعلتم ذلك فقد أدّيتم وظيفة السلام واستحققتم من الله عزّ وجلّ مزيد الإكرام) ([696])

وإذا انتهيت ـ أيها المريد الصادق ـ من صلاتك على هذه الهيئة التي وصفها لك الصالحون؛ فادع في آخر صلاتك‌ بما ورد من الأدعية المأثورة، (مع التواضع والخشوع، والضراعة والابتهال، وصدق الرّجاء بالإجابة وأشرك في دعائك أبويك وسائر المؤمنين، وانو ختم الصّلاة به، واستشعر شكر الله تعالى على توفيقه لاتمام هذه الطاعة، وتوهّم أنّك مودّع لصلاتك هذه، وأنّك ربما لا تعيش لمثلها، ثمّ أشعر قلبك الوجل والحياء من التقصير في الصلاة، وخف أن لا يقبل صلاتك، وأن تكون ممقوتا بذنب ظاهر أو باطن فتردّ صلاتك في وجهك وترجو مع ذلك أن يقبلها بفضله وكرمه) ([697])

هذا جوابي ـ أيها المريد الصادق ـ على أسئلتك؛ فاسع لأن تجاهد نفسك في تنفيذ ما نصحك به الصالحون، وأئمة الهدى، وسترى كيف تتحول صلاتك من صلاة الغافلين الساهين إلى صلاة الذاكرين الخاشعين.. وسترى حينها آثارها عليك في دينك ودنياك.. وكيف تتحول إلى أعظم مدرسة تربوية وروحية تزكيك وترقيك وتسير بك إلى كل ميادين الكمال المتاحة لك.


[696] المحجة البيضاء في تهذيب الإحياء، ج‌1، ص: 394.

[697] المحجة البيضاء في تهذيب الإحياء، ج‌1، ص: 395.

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 351
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست