اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 344
الذنوب
إلّا أنت)، واحضر دعوته لك بالقيام بهذه الخدمة، ومثّل نفسك بين يديه وأنّه قريب
منك يجيب دعوة الدّاعي إذا دعاه، ويسمع نداءه، وأنّ بيده خير الدنيا والآخرة لا
بيد غيره عند قولك: (لبيك وسعديك والخير في يديك)، ونزّهه من الأعمال السيّئة
وأفعال الشرّ وأبدله بها محض الهداية والإرشاد عند قولك: (و الشرّ ليس إليك،
والمهديّ من هديت) واعترف له بالعبودية وأنّ قوام وجودك وبدأه ومعاده منه بقولك:
(عبدك وابن عبديك، منك وبك ولك وإليك) أي منك وجوده، وبك قوامه، ولك ملكه، وإليك
معاده، وهو الّذي يبدأ الخلق ثمّ يعيده، وهو أهون عليه، وله المثل الأعلى، فاحضر
في ذهنك هذه الحقائق وترقّ منها إلى ما يفتح عليك من الأسرار والدّقائق وتلقّى
الفيض من العالم الأعلى)([684])
واعلم
أن معنى التكبير أن تعتبر الله تعالى أكبر من كلّ شيء، فهو أكبر من أن يوصف، أو
يدرك بالحواسّ، أو يقاس بالناس؛ فإذا نطق به لسانك؛ فينبغي أن لا يكذّبه جنانك،
فإن (كان في قلبك شيء هو أكبر من الله تعالى فالله يشهد أنّك كاذب وإن كان الكلام
صدقا.. فإن كان هواك أغلب عليك من أمر الله وأنت أطوع له منك لله فقد اتّخذته إلهك
وكبّرته، فيوشك أن يكون قولك الله أكبر كلاما باللّسان المجرد وقد تخلّف القلب عن
مساعدته، وما أعظم الخطر في ذلك لو لا التوبة والاستغفار وحسن الظنّ بكرم الله
وعفوه)
وقد
قال الإمام الصادق معبرا عن هذا: (إذا كبّرت فاستصغر ما بين السماوات العلى والثرى
دون كبريائه، فإنّ الله تعالى إذا اطّلع على قلب العبد وهو يكبّر وفي قلبه عارض عن
حقيقة تكبيره قال: يا كاذب أ تخدعني وعزّتي وجلالي لأحرمنّك حلاوة ذكري ولأحجبنّك