اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 228
لها، فقال: (إذا توضأ أحدكم في بيته ثم
أتى المسجد، كان في صلاة حتى يرجع، فلا يقل هكذا: وشبك بين أصابعه) ([430])
وأخبر
عن الأجر العظيم الذي يناله السائرون للمساجد في الليل، فقال: (بشر المشائين في
الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة) ([431])
وأخبر
أن الذاهب إلى المسجد كالزائر لله تعالى، فقال: (من توضأ في بيته فأحسن الوضوء ثم
أتى المسجد فهو زائر الله، وحقٌ على المزور أن يكرم الزائر) ([432])
وأخبر
عن إكرام الله تعالى للزائرين للمساجد، باعتبارهم زوارا له، فقال: (من غدا إلى
المسجد وراح أعد الله له نزله من الجنة كلما غدا أو راح) ([433])
وفوق
ذلك، فإن من رحمة الله تعالى بعباده، ومراعاته لظروفهم المختلفة، تمكينهم من أن
ينالوا نفحات الأماكن المباركة، وهم في بيوتهم، من غير أن يخرجوا منها، وهو ما
يشير إليه قوله تعالى: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ
تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً
وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [يونس: 87]
وفي
الحديث، أن عتبان بن مالك كان يؤم قومه وهو أعمى، وأنه قال لرسول الله a: يا
رسول الله إنها تكون الظلمة والسيل، وأنا رجلٌ ضرير البصر، فصل يا رسول الله في
بيتي مكانا أتخذه مصلى، فجاءه رسول الله a، فقال: أين تحب أن أصلي ؟ فأشار
إلى مكان من البيت، فصلى فيه رسول الله a) ([434])