responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 196

عند الله كذابا) ([337])

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فلا تشتغل بالخلافات التي قد تراها بين علماء التزكية والترقية في مراتب ومنازل السالكين، وعلاقتها بأنواع النفوس، فهي خلافات لفظية لا ضرر فيها، والعبرة بالمعاني، ولا مشاحة في الاصطلاح.

وإن شئت دليلا على ذلك من العقل والواقع، فانظر إلى لقب الغني، وعلى من يطلقه قومك؛ فسترى أنهم يطلقونه على الذي يتخلص من فقره وحاجته، ولو كان ذلك في أدنى الأحوال.. كما يطلقونه على من يملك الأموال الكثيرة، والخزائن الضخمة، والتي لا يساوي أمامها الغني الأول شيئا.. بل قد يعتبر فقيرا بالنسبة لها.

وكذلك منازل النفس المطمئنة أو مناهج النفس اللوامة.. فهي وإن اتحدت في الاسم، لكنها تختلف في المسمى اختلافا شديدا، ولذلك تعتبر الصلاة منهجا لتزكية النفس اللوامة، وهي في نفس الوقت منزلة من منازل النفس المطمئنة.. والفرق بينهما في حال المصلي.. فصاحب النفس اللوامة يجاهد نفسه لتحصيل الحضور والخشوع، وصاحب النفس المطمئنة لا يحتاج لذلك، لأن الصلاة صارت قرة عينه، وفرح قلبه، فلا يشغله عنها شيء، وكيف ينشغل عنها، وكل لذته فيها.

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاسمع لما سأذكره لك من مناهج تحصيل كلا الصفتين، لتتحول من حال التكلف والمجاهدة والرياضة والمعاناة إلى حال راسخة ثابتة مستقرة تطمئن بها نفسك، ويفرح لها قلبك.

الإنابة والتزكية:

أما الإنابة ـ أيها المريد الصادق ـ فهي تعني ـ في مرحلة النفس اللوامة ـ تلك


[337] رواه أبو داود والترمذي وصححه.

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 196
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست