responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 185

اضطراره: ﴿إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ [الشعراء: 62]

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن للتحقق بكلا المعنيين وسائل عليك مراعاتها، ومعارف عليك إقناع نفسك بها؛ فالمشاعر والمواجيد لا يمكن فرضها على النفس من غير أن تقتنع بها، وتسلك السبل المؤدية لها.

الافتقار والتزكية:

أما الافتقار ـ أيها المريد الصادق ـ والذي يعني شعورك بالحاجة الدائمة إلى الله، وفي الصغير والكبير، فكل الحقائق تدل عليه؛ ذلك أن الفقر هو سمة الكون جميعا.. أما الغني الوحيد في هذا العالم فهو الله تعالى، كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى الله وَالله هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾ (فاطر:15)

والعقل ـ كالنقل ـ يقول بذلك، فالفقر في حقيقته هو الحاجة، وهي ليست مختصرة فيما اصطلح عليه الناس من أصناف الحاجات، بل هي كل شيء وهبه الله تعالى لعباده ابتداء من وجودهم، وانتهاء بالأرزاق التي تفاض عليهم في كل حين.

وبما أن في الإنسان من الحاجات بحسب عدد خلاياه.. بل بحسب عدد الذرات التي يتشكل منها بنيانه، فإن فيه لذلك من الفقر بحسب عدد تلك الذرات.. ذلك أن في كل ذرة حاجة من الحاجات.. وفاقة تستدعي أن تسد([330]).

وغفلة الإنسان هي التي تجعله يتصور أنه مستغن، مع أن أي مصيبة تحل به قد تذكره بفقره الشديد، وحاجته الدائمة، وقد روي في المواعظ أن حكيما دخل على بعض الملوك، وبيده كوز ماء يشربه، فقال له: (عظنى) فقال: (لو لم تعط هذه الشربة إلا ببذل جميع أموالك وإلا بقيت عطشان، فهل كنت تعطيه؟ قال: نعم فقال: (لو لم تعط إلا بملكك كله، فهل


[330] ذكرنا ذلك بتفصيل، وعلى شكل حوار في كتاب: كنوز الفقراء (ص: 250)

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 185
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست