اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 183
فَاتَّقُوا
الله لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ&﴾ [آل عمران: 123]
وقال
في التمكين والتعزيز وتكثير السواد: ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا
فَكَثَّرَكُمْ﴾ [الأعراف: 86]
وفي
المقابل ذكر قانون الاستغناء وسننه الحاكمة فيه، فقال: ﴿لَقَدْ نَصَرَكُمُ
الله فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ
فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ
ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ﴾ [التوبة: 25]
ولذلك اتفق الحكماء على أن (الأشياء كامنة في أضدادها؛ فالعز كامن في الذل،
والغنى في الفقر، والقوة في الضعف، والعلم في الجهل) ([327])
بل إن الله تعالى أشار إلى ذلك، وصرح به، فقال: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ
نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً
وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5)﴾ [القصص: 5]
وأشار إلى ذلك في قوله ـ عند الحديث عن قوانين الفرج الإلهي ـ: ﴿فَإِنَّ
مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾ [الشرح: 5، 6]،
والذي فسره a بقوله لابن عباس: (واعلم أنّ النصر مع الصبر، وأنّ الفرج مع
الكرب، وأنّ مع العسر يسرا) ([328])
وقد
اتفق الحكماء على أنه كلما اتصف العبد بأوصافه، كلما من الله تعالى عليه بما هو
أهله من الكرم والجود والفضل.. وقد قال بعضهم في ذلك: (تحقّق
بأوصافك يمدّك بأوصافه، وتحقّق بذلّك يمدّك بعزّته، وتحقق بعجزك يمدّك بقدرته،
وتحقق بضعفك يمدك بحوله وقوّته)
وقال
آخر: (من أراد أن يمده الله بالعز الذي لا يفنى فليتحقق بالذل لله والتواضع