اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 124
وهي
تبدأ بالبحث عن أسماء الله الحسنى، ثم فهمها، ثم التأثر والانفعال الوجداني لها،
ثم السلوك بحسب مقتضياتها.. وهي بذلك تجعل من أسماء الله الحسنى مدرسة من أعظم
المدارس الروحية والتربوية.
إحصاء البحث:
أما
الإحصاء الأول ـ أيها المريد الصادق ـ فيبدأ من البحث عنها، والتحقيق فيها، حتى لا
نسمي الله تعالى بما لم يسم به نفسه، كما حصل لأولئك الغافلين الجهلة الذين سموا
الله مخادعا ومستهزئا وماكرا، لمجرد نسبة هذه الكلمات لله تعالى، من غير معرفة
منهم للمقتضيات اللغوية الداعية لذلك.
وهكذا
لا يصح تسميه الله تعالى بما نعتقده كمالا فينا، لأن كمالنا قد يكون نقصا لله
تعالى، ولهذا لا يُطلق على الله تعالى اسم [العفيف] مع كون دلالته حسنة بالنسبة
لنا، ذلك أن فيه من شوائب النقص ما لا يليق بالله.. فالعفيف لا يكون كذلك إلا كان يملك
غريزة وشهوة، ثم يحاربها وينتصر عليها.. ومعاذ الله أن ينسب لله تعالى كل ذلك
النقص.
وهكذا
لا يطلق عليه اسم [الشجاع] مع كون دلالته حسنة بالنسبة لنا، ذلك أن الشجاعة تقتضي
إقدام الأجسام على المخاطر والمهالك من دون خوف، ويستحيل على الله تعالى الجسمية
ومقتضياتها.
ولهذا
كان من الأدب مع الله ألا نسميه إلا بما سمى نفسه به، أو سماه رسوله وورثة الهداية
الذين اكتفوا بنبع النبوة، ولم يخلطوا معه غيره، ولذلك فإن كل ما عندهم قبس من
مشكاة النبوة.
ولهذا،
فإن أول الإحصاء ـ أيها المريد الصادق ـ أن تطهر دينك من تلك الأسماء المبتدعة
والصفات التي لا تليق بربك، والتي حصرته في الحدود والقيود والأمكنة
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 124