اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 120
إلا يسرا، ولم يدع لأحد منا حجة ولا عذرا. فالهالك منا من هلك عليه، والسعيد
منا من رغب إليه)
ويقول: (الحمد لله بكل ما حمده به أدنى ملائكته إليه وأكرم خليقته عليه
وأرضى حامديه لديه حمدا يفضل سائر الحمد كفضل ربنا على جميع خلقه. ثم له الحمد
مكان كل نعمة له علينا وعلى جميع عباده الماضين والباقين عدد ما أحاط به علمه من
جميع الأشياء، ومكان كل واحدة منها عددها أضعافا مضاعفة أبدا سرمدا إلى يوم
القيامة. حمدا لا منتهى لحده، ولا حساب لعدده، ولا مبلغ لغايته، ولا انقطاع لأمده
حمدا يكون وصلة إلى طاعته وعفوه، وسببا إلى رضوانه، وذريعة إلى مغفرته، وطريقا إلى
جنته، وخفيرا من نقمته، وأمنا من غضبه، وظهيرا على طاعته، وحاجزا عن معصيته، وعونا
على تأدية حقه ووظائفه. حمدا نسعد به في السعداء من أوليائه، ونصير به في نظم
الشهداء بسيوف أعدائه، إنه وليٌ حميدٌ)([204])
ومن
تمجيدات الإمام الصادق لله قوله: (الحمد لله الذي نعمته تغدو علينا وتروح، ونظل
نهارا ونبيت فيها ليلا فنصبح فيها برحمته مسلمين، ونمسي فيها بمنه مؤمنين من
البلوى معافين الحمد لله المنعم المفضل المحسن المجمل ذي الجلال والاكرام ذي
الفواضل والنعم، الحمد لله الذي لم يخذلنا عند شدة، ولم يفضحنا عند سريرة، ولم
يسلمنا بجريرة.. الحمد لله على علمه، والحمد لله على فضله علينا وعلى جميع خلقه،
وكان به كرم الفضل في ذلك ما الله به عليم) ([205])
ومنها
ما روي عنه أنه قال: (إنّ الله يمجّد نفسه في كلّ يومٍ وليلة ثلاث مرّات، فمَن
مجّد الله بما مجّد به نفسه ثم كان في حال شقوة حُوِّل إلى سعادة، فقلت له: (كيف
هو التمجيد