اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 104
الحمد و التمحید
كتبت
إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن الحمد والتمجيد، ودورهما في التزكية
والترقية، وفي التخلق والتحقق، وسر ما ورد حولهما في النصوص المقدسة، والجوانب
العملية المرتبطة بكل ذلك.
وجوابا
على سؤالك الوجيه أذكر لك أن الحمد والتمجيد من الأركان الضرورية للتزكية والترقية،
مثلهما مثل التسبيح والتقديس، والتكبير والتهليل.. ذلك أن من يكتفي بتوحيد الله،
أو تنزيهه عما لا يليق به، ثم لا يثبت له المحامد، ولا الكمالات لم يسبحه ولم
يقدسه ولم يكبره.. لأن كمال الله ليس مرتبطا بتنزيهه فقط، وإنما بإثبات جميع صفات
الكمال له.
بل
إن التمجيد والحمد مندرج في التقديس والتنزيه؛ فلا يمكن أن يكون الله تعالى قدوسا
وسبوحا ما لم يكن حميدا مجيدا.. ومثل ذلك التمجيد والتحميد، فهما مفتقران للتقديس
والتنزيه؛ فلا يمكن ثبوت الكمال ما لم يثبت نفي النقص.
ولهذا
يجتمع في القرآن الكريم كلا المعنيين: التقديس والتمجيد، كما قال تعالى: ﴿فَسَبِّحْ
بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ﴾ [الحجر: 98]، وقال: ﴿وَإِنْ
مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ [الإسراء: 44]، وقال: ﴿وَتَوَكَّلْ
عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ﴾ [الفرقان: 58]،
وقال: ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ
وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ﴾ [غافر: 55]،
وقال: ﴿وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ
بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ﴾ [الطور: 48]، وقال: ﴿فَسَبِّحْ
بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾ [النصر: 3]،
وغيرها من الآيات الكريمة.
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 104