responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 100

وهذا من فضل الله العظيم على عباده، ذلك أنه أتاح للمقصرين أن يستدركوا بمثل هذه الصيغ ما قد فاتهم من الفضل، ومما يروى في هذا أنه a قال لبعض أصحابه: (ألا أخبرك بأكثر أو أفضل من ذكرك الليل مع النهار، والنهار مع الليل؟ أن تقول: سبحان الله عدد ما خلق، وسبحان الله ملء ما خلق، وسبحان الله عدد ما في الأرض والسماء، وسبحان الله ملء ما في الأرض والسماء، وسبحان الله عدد ما أحصى كتابه، وسبحان الله عدد كل شيء، وسبحان الله ملء كل شيء، وتقول الحمد مثل ذلك) ([164])

ومما له علاقة بهذا أنه بينما كان رسول الله a يصلي، إذ قال رجلٌ: الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، فقال رسول الله a: (من القائل كلمة كذا وكذا؟) قال رجلٌ من القوم: أنا، يا رسول الله، فقال: (عجبت لها، فتحت لها أبواب السماء)، قال الراوي: (فما تركتهن منذ سمعت رسول الله a يقول ذلك) ([165])

وهذا الحديث يدل على أنه يمكن أن يسبح المؤمن بأي صيغة يخترعها أو ينشئها من عند نفسه، ما لم تكن مصادمة للحقائق الشرعية، وأن ذلك ليس بدعة، لأن الله تعالى أمر بمطلق التسبيح والذكر، ومن غير تحديد أي صيغة.

ولم تكتف الشريعة الحكيمة بالحث على تسبيح الله في تلك المواقيت، وبتلك الصيغ، وإنما أضافت إليها ربطها بالشعائر التعبدية، وخصوصا الصلاة.

ومن تلك الصيغ ما ورد الأمر بقوله عند الركوع والسجود، والتي ذكر الإمام الرضا سرها، فقال: (إنّما جُعل التسبيح في الركوع والسجود ليكون العبد مع خضوعه وخشوعه، وتورّعه واستكانته، وتذلله وتواضعه، وتقرّبه إلى ربّه مقدِّساً له، ممجّداً مسبّحاً، معظماً شاكراً

 


[164] رواه أحمد: 22144، وابن خزيمة: 754، وابن حبان: 830

[165] رواه مسلم: 601

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 100
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست