responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 77

وفي مقابل الاتجاه السلفي التجسيمي نرى كذلك سائر المدارس الإسلامية من أشاعرة وماتريدية ومعتزلة وغيرهم، بالغوا في التنزيه على حساب قيم الكمال؛ فلذلك راحوا يقيدون صفات الكمال، ويحصرونها في عدد محدود؛ وهو وإن كان من مقتضيات التصنيف العلمي إلا أنه أحدث آثارا سلبية على قيم الكمال، بالإضافة إلى مخالفته للمنهج القرآني.

وفي هذا الإطار تظهر قيمة أطروحات أئمة أهل البيت ، والتي تبنت المنهج القرآني في الدعوة للعقيدة الإسلامية، وما يرتبط بها من قيم، والتي تجنبت أسلوب التصنيف الكلامي الممتلئ بالقصور والعجز، والذي قد يغلب العقل المجرد القاصر، وإنما تبنت التعريف بالحقائق على الطريقة القرآنية.

ولهذا نجد المعارف العظيمة لهم مضمنة في أدعيتهم؛ فهي تشمل حقائق الجلال والجمال الإلهي، وبأحسن عبارة، وأدق إشارة، وبلغة جميلة بسيطة يفهمها العامة والخاصة، كل بحسبه، بالإضافة إلى كونها معراجا يتواصل المؤمن من خلاله مع الله تعالى، ولا يكتفي بوصفه وصفا مجردا عن المشاعر.

ومن أجمل تلك الأدعية، وأكثرها اهتماما بمعارف الكمال الإلهي دعاء الإمام الحسين يوم عرفة، فهو وحده مدرسة عقدية كاملة، لو أن الأمة اهتمت بها بدل اهتمامها بتلك المتون العقدية، لبنت علاقة إيمانية مع الله، تختلف عن ذلك الجدل والتحريف الذي وقعت فيه.

ومن الأمثلة على ذلك أنه عند مطالعة المقطع الأول من الدعاء، والذي يبدأ بقول الإمام الحسين : (الحمد لله الذي ليس لقضائه دافع، ولا لعطائه مانع، ولا كصنعه صنع صانع)[1]، وينتهي بقوله: (وليس كمثله شي‌ء، وهو السميع البصير، اللطيف الخبير، وهو


[1] انظر الدعاء كاملا في: البلد الامين والدرع الحصين، الشيخ تقي الدين ابراهيم بن علي بن الحسن بن محمد العاملي الكفعمي، قدم له وعلق عليه: علاء الدين الاعلمي، الناشر: منشورات مؤسسة الاعلمي للمطبوعات، الطبعة: الاولى 1997، ص251، بحار الأنوار: 95/217.

اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست