responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 75

ولذلك كان الاهتمام بالتنزيه مقدمة أساسية لإثبات كمال الله وجماله وعظمته التي لا تحد، ذلك أنه لا يمكن إثبات الكمال لعقل ممتلئ بالتشبيه والتدنيس، وإلا أصبح الكمال نفسه نقصا، لاختلاطه مع التشبيه والتجسيم، وهو ما وقعت فيه المدارس التي عزلت أئمة أهل البيت ، حيث أصبح الكمال عندها مشوبا بالتجسيم والتشبيه والنقص الذي لا يليق بجلال الله وعظمته.

ومن الأمثلة على ذلك أنهم يوردون عند بيان قدرة الله المطلقة هذه الرواية التي أوردها أبو الشيخ في العظمة يرفعها إلى رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم): (يطوي الله عز وجل السموات السبع بما فيهن من الخلائق والأرضين بما فيهن من الخلائق يطوي كل ذلك بيمينه فلا ُيرى من عند الإبهام شيء ولا يرى من عند الخنصر شيء فيكون ذلك كله في كفه بمنزلة خردلة)[1]

ومنها ما ذكره ابن تيمية في (الرسالة العرشية)، حيث قال: (والحديث مروي فى الصحيح والمسانيد وغيرها بألفاظ يصدق بعضها بعضا وفى بعض ألفاظه قال: قرأ (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) على المنبر: ﴿وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ [الزمر: 67]، ثم قال: (مطوية فى كفه يرمى بها كما يرمى الغلام بالكرة). وفى لفظ (يأخذ الجبار سمواته وأرضه بيده فيجعلها فى كفه ثم يقول بهما هكذا كما تقول الصبيان بالكرة: أنا الله الواحد)، وقال ابن عباس: يقبض الله عليهما، فما ترى طرفاهما بيده)[2]

وقال: (وفي لفظ قال: رأيت رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) على المنبر وهو يقول: (يأخذ الجبار


[1] العظمة، أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأنصاري المعروف بأبِي الشيخ الأصبهاني، حققه رضاء الله بن محمد إدريس المباركفوري، دار العاصمة، الرياض، الطبعة الأولى، 1408، 2/445(136)

[2] الرسالة العرشية، تقي الدين أبو العَباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي، المطبعة السلفية، القاهرة، مصر، الطبعة : الأولى، 1399هـ، (ص: 18)

اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست