اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 47
ومنها ما روي أن أهل البصرة
كتبوا إليه يسألونه عن الصمد، فكتب إليهم: (بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد فلا
تخوضوا في القرآن، ولا تجادلوا فيه، ولا تتكلموا فيه بغير علم، فقد سمعت جدي رسول
الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) يقول: من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ
مقعده من النار، وأنه سبحانه قد فسر الصمد، فقال: (﴿ الله أَحَدٌ (1) الله
الصَّمَدُ﴾ [الإخلاص: 1، 2])، ثم فسره فقال: (لم يلد): لم يخرج منه شيء
كثيف كالولد وسائر الأشياء الكثيفة التي تخرج من المخلوقين، ولا شيء لطيف كالنفس،
ولا يتشعب منه البداوات، كالسنة والنوم، والخطرة والهم، والحزن والبهجة، والضحك
والبكاء، والخوف والرجاء والرغبة والسأمة، والجوع والشبع، تعالى أن يخرج منه شيء،
وأن يتولد منه شيء كثيف أو لطيف، و(لم يولد): لم يتولد منه شيء، ولم يخرج من شيء،
كما يخرج الأشياء الكثيفة من عناصرها كالشيء من الشيء، والدابة من الدابة، والنبات
من الأرض، والماء من الينابيع، والثمار من الأشجار، ولا كما تخرج الأشياء اللطيفة
من مراكزها، كالبصر من العين، والسمع من الاذن، والشم من الأنف، والذوق من الفم،
والكلام من اللسان، والمعرفة والتمييز من القلب، وكالنار من الحجر، لابل هو الله
الصمد الذي ﻻ من شيء، ولا في شيء، ولا على شيء، مبدع الأشياء وخالقها،
ومنشئ الأشياء. بقدرته، يتلاشى ما خلق للفناء بمشيئة، ويبقى ما خلق للبقاء بعلمه،
فذلكم الله الصمد الذي لم يلد ولم يولد، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال، ولم
يكن له كفوا أحد)[1]
وكل هذه النصوص ترد على تلك
الظاهرة التي انتشرت في ذلك الحين برعاية السلطة الأموية، وعلماء السلاطين
التابعين لها، والذين راحوا يصفون الله سبحانه وتعالى بكل
[1] التوحيد: ٩٠ ح
٥، تفسير نور الثقلين، الحويزي، عبد علي بن جمعة، قم، إيران، مؤسسة اسماعيليان
للطباعة والنشر، ط4، 1412 هـ (٥/ ٧١١ ح ٧٠ و٧١٣
ح ٧٦)، البرهان في تفسير القرآن، البحراني، هاشم بن سليمان، مؤسسة
الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان، ط2، 1427هـ/2006م (٤:
٥٢٥ ح ٩)، بحار الأنوار ٣: ٢٢٣ ح
١٤.
اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 47