responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 296

ثم ذكر أن هؤلاء الذين أحبوهم سرا وعلانية هم (النمط الأعلى، شربوا من العذب الفرات، وعلموا بأوائل الكتاب، وفصل الخطاب وسبب الأسباب، فهم النمط الأعلى، الفقر والفاقة وأنواع البلاء أسرع إليهم من ركض الخيل، مسّتهم البأساء والضرّاء وزلزلوا وفتنوا، فمن بين مجروح ومذبوح متفرّقين في كلّ بلاد قاصية، بهم يشفي الله السقيم ويغني العديم، وبهم تنصرون، وبهم تمطرون، وبهم ترزقون، وهم الأقلّون عددا، الأعظمون عند الله قدرا وخطرا)

أما النمط الثاني؛ فهو ـ كما يذكر الإمام الصادق ـ (النمط الأسفل أحبّونا في العلانية وساروا بسيرة الملوك فألسنتهم معنا وسيوفهم علينا)

وأما النمط الثالث؛ فهو ـ كما يذكر الإمام الصادق ـ (النمط الأوسط أحبّونا في السرّ ولم يحبّونا في العلانية، ولعمري لئن كانوا أحبّونا في السرّ دون العلانية، فهم الصوّامون بالنهار القوّامون بالليل، ترى أثر الرهبانيّة في وجوههم، أهل سلم وانقياد)

وهذا النص مع نصوص كثيرة يبين المفهوم الحقيقي لمحبة أهل البيت، وأنه ليس مجرد دعوى، وإنما هو قيم رفيعة، لا يمكن أن يدعيها إلا من صدق في محبته، ومثل الأئمة أحسن تمثيل.

ولهذا روي عن أئمة أهل البيت التفريق بين مواليهم، وأنه ليس نسبا وراثيا، وإنما هو تحقق وصدق وتضحية، فعن الإمام الصادق أنه قال: (الشيعة ثلاث: محب واد فهو منا، ومتزين بنا ونحن زين لمن تزين بنا، ومستأكل بنا الناس، ومن استأكل بنا افتقر) [1]

وقال: (افترق الناس فينا على ثلاث فرق: فرقة أحبونا انتظار قائمنا ليصيبوا من دنيانا، فقالوا وحفظوا كلامنا وقصروا عن فعلنا، فسيحشرهم الله إلى النار، وفرقة أحبونا وسمعوا


[1] الخصال: 103 / 61

اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 296
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست