responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 251

القوم وهو خير الحاكمين. وهذه وصيتي إليك يا أخي، وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكّلت وإليه أُنيب)[1] (1)

انطلاقا من هذا؛ فقد اتخذت مواجهة الإمام الحسين للاستبداد طابعا خاصا مر بمجموعة مراحل، ولكل مرحلة دورها الكبير في حفظ الإسلام، وعدالته:

1 ـ الدعوة للمواجهة العامة:

كان في إمكان الإمام الحسين أن يختصر الطريق لنفسه، ويسير مباشرة للأرض التي وُعد بأنه سيتقتل فيها، بناء على الدعوات التي وجهت له، لكنه لم يفعل، وإنما راح يبشر بالمبادئ التي يريد التضحية من أجلها، حتى لا يذهب دمه هدرا، وحتى يسمع العالم جميعا عن القضية التي سيتحرك من أجلها؛ فالشهادة عنده ليست مقصودة لذاتها، وإنما هي مقصودة لحفظ الإسلام وقيمه من أن يمسها التحريف الذي يريده الأعداء.

ولذلك كتب لأهل الكوفة الذين طلبوا منه التحرك بعد نقض معاوية لبنود الهدنة التي وقعها مع الإمام الحسن ، يخبرهم بأن التوقيت غير مناسب، بل دعاهم إلى الإحتراس والتكتم والانتظار، ومما قاله لهم: (فالصقوا رحمكم الله بالأرض واكتموا في البيوت واحترسوا من الظنة مادام معاوية حيا، فان يحدث الله شيئا وأنا حي كتبت اليكم رأيي)[2]

وقد استغل الإمام الحسين كل تلك الفترة بعد وفاة أخيه لتحضير الأمة للمواجهة الكبرى، ولذلك لم يكن يدع مناسبة إلا ويبين فيها وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والثورة على الظلم والاستبداد، ومن ذلك قوله في بعض خطبه: (اعتبروا أيها الناس بما وعظ الله به أولياءه من سوء ثنائه على الأحبار، إذ يقول: ﴿ لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ


[1] الفتوح 5 / 33، مقتل الخوارزمي 1 / 188.

[2] انساب الاشراف 3: 151.

اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 251
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست