responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 25

مقارنة بتلك التحريفات التي حاول الشيطان أن يحدثها في هذه الأمة، والتي لا يزال لها وجود بينها للأسف.

أولا ـ الإمام الحسين وقيم التنزيه [الجلال الإلهي]:

عند التأمل في القرآن الكريم والسنة المطهرة وأحاديث أئمة أهل البيت نجد تركيزا شديدا على التنزيه، وكل ما يرتبط به، ذلك أنه لا يمكن أن تتحقق معرفة الله لمن سقط في أوهام التشبيه والتجسيم والشرك، أو وصف الله بما لا يليق به، ذلك أن وصفا واحدا من تلك الأوصاف، يمكنه أن يحطم كل الكمالات، ويزرع الشك في جميع العقول.

ولهذا اعتبر القرآن الكريم نسبة الولد لله، كما يدعي النصارى وغيرهم، شيئا عظيما، ينهد له كل شيء، قال تعالى: ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93)﴾ [مريم: 88 ـ 93]

وقد رد في الحديث أن أعرابيا جاء إلى النبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، فقال يا رسول الله: علمني من غرائب العلم؟ فقال له رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم): (ما صنعت في رأس العلم حتى تسأل عن غرائبه؟)، فقال الأعرابي: ما رأس العلم يا رسول الله؟ فقال (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم): (معرفة الله حق معرفته)، فقال الأعرابي: وما معرفة الله حق معرفته؟، فقال (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم): (تعرفه بلا مثل، ولا شبه، ولا ند، وأنه واحد أحد، ظاهر باطن، أول آخر، لا كفو له ولا نظير، فذلك حق معرفته)[1]

ولهذا نجد في الروايات الواردة عن الإمام الحسين اهتماما كبيرا بقيم التنزيه، والرد على ظاهرة التجسيم والتشبيه التي اهتم بها بنو أمية، ووفروا الدعاة لها، من أمثال كعب


[1] بحار الأنوار، 3 / 269.

اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 25
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست