responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 214

والأخلاق العالية.

ولكن مع مع ذلك نذكر هنا بعض مشاهد مروءته، كما رواه الرواة عنه، ومنها ما روي أنه دخل المستراح؛ فوجد لقمة ملقاة، فدفعها إلى غلام له، فقال: يا غلام اذكرني بهذه اللقمة إذا خرجت فأكلها الغلام، فلما خرج الإمام الحسين قال: يا غلام أين اللقمة؟ قال: أكلتها يا مولاي. قال: أنت حرّ لوجه الله تعالى. قال له رجل: أعتقته يا سيدي؟ قال: نعم، سمعت جدي رسول الله a يقول: (من وجد لقمة ملقاة فمسح منها، أو غسل ما عليها ثمّ أكلها لم تستقرّ في جوفه إلّا أعتقه الله من النار، ولم أكن لأستعبد رجلا أعتقه الله تعالى من النار) [1]

وروي أنّ رجلا قال له: اجلس حتّى نتناظر في الدين، فقال: (يا هذا أنا بصير بديني مكشوف عليّ هداي، فإن كنت جاهلا بدينك فاذهب واطلبه، ما لي وللمماراة؟! وانّ الشيطان ليوسوس للرجل ويناجيه ويقول: ناظر الناس في الدين كي لا يظنّوا بك العجز والجهل، ثم المراء لا يخلو من أربعة أوجه: إمّا أن تتمارى أنت وصاحبك فيما تعلمان فقد تركتما بذلك النصيحة وطلبتما الفضيحة وأضعتما ذلك العلم، أو تجهلانه فأظهرتما جهلا وخاصمتما جهلا، أو تعلمه أنت فظلمت صاحبك بطلبك عثرته، أو يعلمه صاحبك فتركت حرمته ولم تنزله منزلته. وهذا كلّه محال، فمن أنصف وقبل الحقّ وترك المماراة فقد أوثق إيمانه، وأحسن صحبة دينه، وصان عقله) [2]

وروي أنه دخل على أسامة بن زيد وهو مريض، وهو يقول: واغمّاه. فقال له الحسين : وما غمّك يا أخي؟ قال: ديني وهو ستّون ألف درهم. فقال الحسين: هو عليّ! قال: إنّي أخشى أن أموت. فقال الحسين: لن تموت حتّى أقضيها عنك. قال: فقضاها قبل موته[3].


[1] عيون أخبار الرضا 2/ 43 ، وصحيفة الإمام الرضا 74.

[2] بحار الأنوار 2/ 135.

[3] مناقب ابن شهرآشوب 4/ 65.

اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 214
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست