responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 21

الفصل الأول

الإمام الحسين والقيم الإيمانية

تعتبر القيم الإيمانية الأساس الذي تبنى عليه جميع القيم الروحية والأخلاقية والرسالية، وغيرها، ذلك أنها تشكل التصورات المرتبطة بالوجود والكون والحياة، ومنها تتشكل التصورات المرتبطة بسائر القيم.

ولهذا لم تكن الحركة الحسينية في كربلاء وقبلها، متوجهة للثورة على الظلم والاستبداد فقط، وإنما كانت متوجهة قبل ذلك للحفاظ على القيم الإيمانية التي أراد بنو أمية تحريفها، وتحويل الإسلام إلى الوثنية التي تحولت إليها اليهودية والمسيحية وكل الأديان السماوية، كما قال تعالى: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِالله إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ﴾ [يوسف: 106]

وقد عبر الإمام الحسين عن أهمية هذا النوع من القيم، وكونه الهدف الأكبر من حركته وحركة أبيه وأخيه وسائر الأئمة الراشدين بقوله ـ لمن سأله عن عن قول الله عز وجل: ﴿هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ﴾ [الحج: 19]: (نحن وبنو أمية اختصمنا في الله عز وجل، قلنا، صدق الله وقالوا: كذب الله، فنحن وإياهم الخصمان يوم القيامة)[1]

وذلك أن هدف الدين الأساسي هو تعريف الخلق بالله، وعبادتهم له، والتي لا يمكن أن تتحقق من دون معرفة صحيحة، وقد روي أن الإمام الحسين خرج ذات يوم على أصحابه؛ فقال بعد حمد الله تعالى، والصلاة على رسوله a: (يا أيّها الناس إنّ الله ـ والله ـ ما خلق


[1] الخصال: ٤٣ ح ٣٥، بحار الأنوار: ج٣١ ص٥١٧.

اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 21
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست