responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 178

وقال في دعاء آخر قوله: (إلهي لو قرنتني بالأصفاد، ومنعتني سيبك من بين الأشهاد ماقطعت رجائي منك ولاصرفت وجه تأميلي للعفو عنك ولا خرج حبك من قلبي)[1]

وهكذا روي عن الإمام الصادق قوله في الدعاء: (سيدي أنا من حبك جائع لا أشبع، أنا من حبك ظمآن لا أروى، واشوقاه إلى من يراني ولا أراه)[2]

وهذه المعاني السامية هي التي أعطت للدين بعده الحقيقي الممتلئ بالقيم النبيلة، ذلك أن الإسلام ـ عند جميع أئمة أهل البيت ـ هو دين المحبة، ولا يتحقق به إلا من امتلأت قلوبهم بالمحبة، وقد روي عن الإمام الصادق قوله: (لا يمحّض رجل الإيمان بالله حتّى يكون الله أحبّ إليه من نفسه وأبيه وأمّه وولده وأهله وماله ومن الناس كلّهم)[3]

ومن أكبر ثمار المحبة الأنس بالله، والذي يجعل صاحبه لا يبالي بغيره هل رضوا عنه أو لم يرضوا، لأنه لا ينظر إلا لرضا الله تعالى كما قال الإمام علي : (ما ضرّك إن أحببت الله ورسوله وأحبّك الله ورسوله، من أبغضك، فإنّه ليس أحد من أولياء الله يبغض أحبّاء الله ولا أحد من غيره يحبّك فينفعك حبّه، ثمّ قال: قال رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم): لا يستوحش من كان الله أنيسه، ولا يذلّ من كان الله أعزّه، ولا يفتقر من كان بالله غناؤه، فمن استأنس بالله آنسه الله بغير أنيس، ومن اعتزّ بالله أعزّه الله بغير عدد ولا عشيرة، ومن يستغني بالله أغناه الله بغير دنياه)[4]

وقد كانت حركة الإمام الحسين تعبر عن هذا الواقع أحسن تعبير، فهو الذي هجره


[1] إقبال الأعمال: 72.

[2]المرجع السابق: 56.

[3] بحار الأنوار ج 70 ص 24 .

[4] مشكاة الأنوار في غرر الأخبار، الطبرسي، علي بن حسن، تحقيق: مهدي هوشمند، قم، دار الحديث، ط 1، د.ت، ص 125.

اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 178
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست