responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 173

هذه بعض المشاهد من ذلك اليوم العظيم في كربلاء، والتي تدل على مدى توكل الإمام الحسين على الله، وتفويضه الأمر إليه، وأنه لا يختلف في سلوكه ذلك عن سلوك إبراهيم ، عندما قدم ولده قربانا لله، من دون أن يجزع أو يضجر.

3 ـ الحمد والشكر:

وهي من الصفات العظيمة التي وصف الله بها عباده المقربين، وأخبر أنه لم يتحقق بها إلا القلة القليلة، كما قال تعالى: ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ [سبأ: 13]، وقال: ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ﴾ [المؤمنون: 78]

وقد وصفهم الله الإمام علي ، فقال في بعض مواعظه: (فما أقل من قبلها، وحملها حق حملها، أولئك الأقلون عددا، وهم أهل صفة الله سبحانه إذ يقول: ﴿وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ [سبأ: 13])[1]

وقال الإمام الصادق مبينا سر قلة الشاكرين: (لو كان عند الله عبادة يتعبد بها عباده المخلصون أفضل من الشكر على كل حال لأطلق لفظه فيهم من جميع الخلق بها، فلما لم يكن أفضل منها خصها من بين العبادات وخص أربابها، فقال تعالى: ﴿وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ [سبأ: 13])[2]

وبما أن الركن الأول من أركان هذه الصفة هو التعرف على نعم الله وإحصائها، ثم شكر الله عليها جميعا، كما هو المنهج القرآني في تعداد النعم، والدعوة إلى حمد الله عليها؛ نرى أدعية الإمام الحسين ممتلئة بذكر النعم وإحصاء الدقيق منها والجليل، ثم الثناء على


[1] نهج البلاغة، ص444.

[2] مصباح الشريعة، منسوب للإمام الصادق ، مؤسسة الأعلمي، ص 55.

اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 173
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست