responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 121

ب ـ الإمام الحسين والدعوة للقرآن الكريم:

بناء على ما سبق، يمكن اعتبار حركة الإمام الحسين حركة قرآنية، ودعوته ـ مثل سائر دعوات أئمة أهل البيت ـ دعوة قرآنية، الغرض منها مواجهة التحريف الذي أشار إليه رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، وأخبر أن الإمام علي سيكون له دور محوري في مواجهته؛ ففي الحديث المتفق عليه عند المسلمين جميعا عن أبي سعيد الخدري قال: كنا جلوسا ننتظر رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، فخرج علينا من بعض بيوت نسائه، قال: فقمنا معه، فانقطعت نعله، فتخلف عليها علي يخصفها، فمضى رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) ومضينا معه، ثم قام ينتظره، وقمنا معه، فقال: (إن منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن، كما قاتلت على تنزيله)، فاستشرفنا، وفينا أبو بكر وعمر، فقال: لا، ولكنه خاصف النعل. يعني عليا، قال: فجئنا نبشره، فلم يرفع رأسه، كأنه قد كان سمعه من رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم))[5]

وهكذا كانت حركة الإمام الحسين امتدادا لحركة أبيه وأخيه، فكلاهما راح يحذر من مخالفة القرآن الكريم، أو تأويله على غير ما أنزل، أو ترك مفسريه الحقيقيين، والذهاب لأولئك المدعين الذين مكن لهم بنو أمية في الأرض، ليملأوا القرآن الكريم بالأساطير الإسرائيلية.

وقد ورد في الرواية ما يشير إلى هذا، بل يصرح به، فقد حدث موسى بن عقبة أنه قال: لقد قيل لمعاوية: إن الناس قد رموا أبصارهم إلى الحسين، فلو قد أمرته يصعد المنبر ويخطب فإن فيه حصرا أو في لسانه كلالة، فقال لهم معاوية: قد ظننا ذلك بالحسن، فلم يزل


[5]خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، النسائي، أحمد بن شعيب، تحقيق: محمد هادي أميني، مكتبة نينوى الحديثة، د.ت. (ص 29)، صحيح ابن حبّان، محمّد بن حبّان التميميّ، بيروت، مؤسّسة الرسالة، 1414هـ، (2207)، وأحمد (3 / 33 و82)، حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الثانية. (1 / 67)، والحاكم (3 /122 - 123)، وقال: صحيح على شرط الشيخين.

اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 121
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست