اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 54
مع أن القوانين الدولية تتيح لأي دولة أن تقيم
علاقاتها مع من تشاء، وكيف تشاء.. لكن المجرمين الذين يقومون بالتطبيع مع إسرائيل
كل حين، ويقومون بإمداد أمريكا بكل ما يجبونه من أموال الأرض والسماء، يرفضون ذلك،
ويحاربون لأجل ذلك حفاظا على أمنهم القومي، متناسين إسرائيل التي هي المهدد الأكبر
لأمن المنطقة، ومتناسين أمريكا أعظم دولة إمبريالية في التاريخ.
والمشكلة أن هذه
الدولة العربية تضرب باسم الحفاظ على العربية، ولست أدري أي عربية يقصدون؟.. وهل
كانت اليمن في يوم من الأيام دولة غير عربية؟.. وهل خرج العرب من غيرها؟.. وهل
العروبة إلا تلك الشهامة والنخوة اليمنية؟.. وهل وجد في التاريخ حضارة عربية غير
الحضارة اليمنية التي ذكرها القرآن الكريم وأشاد بها؟
لكن الأعراب
الذين ذكرهم القرآن الكريم، واعتبرهم { أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ
أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ } [التوبة: 97]،
راحوا يعتبرون أنفسهم الأوصياء على العرب، فيؤدبون من شاءوا، ويقربون من شاءوا،
وينسون أنهم عبيد لأمريكا وأذنابها، وأنهم لا يفعلون شيئا من دون مشورتها.
وينسون أن اليمن
هي مهد المقاومة العربية ضد الصهيونية وكل أشكال الاستعمار التابعة لها، ولا زال
أنصار الله الذي هم جزء أساسي من اليمن يرفعون شعار الموت لأمريكا وإسرائيل.
لكن كل ذلك
يتجاهله الإعلام المغرض، ويتجاهله أولئك الذين يزعمون لأنفسهم تمثيل الدين والنطق
باسمه مع أنهم ليسوا سوى أدوات للصهيونية والامبريالية الأمريكية والغربية، لا
يتحركون إلا وفق مشيئتها.
إن مسؤوليتنا عن
اليمن عظيمة، فسنسأل جميعا عن كل صبي قتل، وعن كل امرأة ترملت أوثكلت بأبنائها..
وسنسأل عن تلك الأعراس التي تحولت إلى مآتم، وعن تلك
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 54