اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 48
فهي أولا لم تتدخل عندما تعلق الأمر بالحراك التونسي
والمصري، ذلك أن أمراء الخليج وملوكهم، لم تكن لهم عداوة مع كلا الرئيسين، فلذلك
لم يصدروا أي موقف سلبي تجاههما، بل اكتفوا بالحكمة والصمت والأناة التي أدمنوا
عليها.
لكن عندما تعلق
الأمر بليبيا التي يختلفون مع رئيسها، وبعد أن كاد يقضى على الفتنة فيها، راحوا
يجتمعون، لا لإيجاد قنوات للحوار، تحاول أن تعالج المشاكل بين الأطراف بالحكمة
والهدوء والرفق، وإنما راحوا يجتمعون ليسنوا أخطر سنة في تاريخ العرب، وهي تأليب
الأعداء عليها، ودعوتهم للتدخل فيها، ومن ثم حربها، حتى تصل إلى الحالة التي نراها
عليها اليوم.
ومنذ ذلك الحين
بدأ السقوط الحر للجامعة العربية التي هيمنت عليها جهات معينة، أصبحت تصيغ
قراراتها، وتفرض على الجميع التصويت عليها، ومن لم يوافق يهدد بأن تنقل المعركة
إلى عقر داره.
وإن نسينا، فلن
ننسى أبدا تلك المواقف المخزية التي أبداها حمد بن جاسم، ونبيل العربي عندما نقلا
ملف سورية إلى الأمم المتحدة، وراحا يخفيان تقرير الفريق الدابي عن مجلس الأمن،
ويزوران الحقائق بدل ذلك.
ثم توالت
القرارات الجائرة من هذه الجامعة الظالمة على سورية، حيث راحت تجمد عضويتها، بل
راحت تطالب بوضع الإرهابيين بدلها، ولم تكتف بكل تلك المهازل التي كانت تقوم بها
كل حين، بل كانت تقوم بدور الشرطي مع كل الدول التي تخالف قراراتها أو تدعوها إلى
بعض الأناة والحكمة والرفق.
ولذلك نهنئ
سورية على خروجها من ذلك الوكر الذي تدار فيه المؤامرات على الأمة.. فهي أشرف من
أن تكون طرفا فيه، أو جزءا منه.. وندعو كل شريف من البلاد العربية أن يتبرأ من هذه
الجامعة الظالمة التي لم تقف في حياتها سوى المواقف المخزية التي لا
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 48